أُجري لابني عملية جراحية في المستشفى لعارض طبي ألمّ به، واضطررت للمبيت معه، ولصغر سنه وحاجته لاحتضان الأم كما أوصى الأطباء، لازم الجلوس في حجري طوال الوقت، ما أدى لتناثر بعض الدم على ثيابي، ومع ذلك أديت كل صلاة في وقتها، فهل تجزئ صلاتي أم عليّ إعادتها بعد تبديل ملابسي بأخرى نظيفة؟
سؤال وجهته إحدى الأمهات لصحيفة "فلسطين" ويجيب عنه المحاضر في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية د. وائل الزرد في السياق التالي:
ويبدأ الزرد حديثه أنه من الجميل أن يكون الإنسان ثوبه حسن عندما يصلي، خاصة أن الله تعالى قال: "يا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" وقال بعضهم عند كل صلاة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم له ثوب خاص بيوم الجمعة، لكن هذا لا يعني أنه لا يجوز الصلاة في الثوب المتسخ، نعم لا يجوز الصلاة في الثوب النجس، أما المتسخ فالصلاة فيه صحيحة، ما لم يتعلق به شيء من النجاسة، فساعتها الصلاة لا تجوز.
ويلفت إلى أنه بالنسبة لما يعلق بالثياب من بعض تراب وطين وماء، أو ما يكون في الأطباء والمرضى وغيرهم، فنحن دون شك ندعو بأن يتعفف الإنسان عن أي شيء فيه اتساخ وقذارة، لكن لا نوجب على الإنسان خاصة أصحاب المهن، فقد تكون مشقة أن يغيروا ملابسهم عند كل صلاة، وبالتالي ربما يؤخروا الصلاة عن وقتها، وبعضهم عندما تتعارض المصلحة تكون الضحية الصلاة، لذا فكل ما ذكر من تراب ودماء وغيرها سواء المرضى أو دمهم في ثياب الأطباء أو غيرها فهي ليست بنجاسة لا سيما إذا كانت يسيرة، وقد صلى الصحابة في ثيابهم ودمهم ينزف، ومن هنا أخذ العلماء جواز الصلاة بالدماء والله أعلم.
ويبين المحاضر الجامعي أنه لا يوجد مقدار معين في الدم النازف، لكن هذا لا ينفي أنه من المستحب والمندوب أن يصلي الإنسان بثياب نظيفة، موضحًا أنه يجوز للإنسان أن يصلي في ثيابه المتسخة لأنها ليست نجسة أصلا، ولا يعيد الصلاة أبدًا.
وينبه إلى أنه إذا كانت الصلاة الأولى صحيحة، فلا يجب عليه أن يعيد الصلاة مرة ثانية، فإذا تيمم الشخص مثلاً وصلى صلاة ثم حضر الماء، فليس مطلوبًا منه أن يعيد صلاته، وكذلك من يصلي بثياب متسخة ليس مطلوبا منه أن يعيد صلاته.
ويؤكد الزرد أن المرأة كالرجل في الصلاة، فلا يحل لأحدنا أن يتنازل عن الركوع والسجود ويصلي على كرسي إلا بسبب شرعي مقبول، ودون شك طبعًا أنه في الفرائض, الأمر يختلف عن النوافل، ففي النوافل يجوز للمرأة والرجل أن يصليا على كرسي.
ويستدرك: "أما في الفرائض فمن قال إن المرأة لا يجب أن تصلي بحضرة الرجال؟، فلها أن تصلي ولو كان في المنطقة رجال، لكن يستحب لها أن تستتر قدر المستطاع، أما إن كان المكان نجسًا وفيه قاذورات، فعليها أن تبحث عن مكان مناسب، وإلا فلتصلِ بقدر استطاعتها "فاتقوا الله ما استطعتم"، أما صلاتها بحضرة الرجال فصحيحة، وإذا كانت الصلاة الأولى صحيحة، فلا تطالب المرأة أو الرجل بإعادة الصلاة".