فلسطين أون لاين

الدعوات الإسرائيلية للإطاحة بحماس تتكرَّر دون جدوى

بين عدوان إسرائيلي وآخر على غزة تخرج أصوات إسرائيلية بالدعوة إلى تحقيق تسوية مأمولة في القطاع، أو مواجهة حاسمة ضده، مع ضرورة ألا تكون تلك التسوية شعارًا فارغًا، بل حقيقة جدية على الأرض، ولا أن يكون الحسم المطلوب جولة عابرة ليس أكثر، مثل سابقاتها.

على صعيد المطالبات المتكررة بالحسم العسكري تجاه حماس في غزة، ففي الوقت الذي يواجه فيه مستوطنو غلاف غزة واقعًا صعبًا من القذائف الصاروخية، يستذكر الإسرائيليون الشعارات الانتخابية لحزب الليكود في جولات انتخابية سابقة، حين كان شعاره "نتنياهو: قوي أمام حماس".

نتنياهو ذاته عشية كل جولة انتخابية دأب على الإعلان أننا "سنقضي على حكم حماس، ونعيد الأمن لسكان غلاف غزة، عسقلان وأسدود وسديروت وبئر السبع ويبنا"، متهماً خصومه بأنهم يظهرون ضعفًا واضحًا أمام حماس، لأنّ التهدئة التي يطالبون بإبرامها معها تساعدها بتطوير برامجها الصاروخية، وزيادة أضرارها المتوقعة، بل إنه لم يتورع عن مهاجمة أسلافه أمثال إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيفي ليفني لأنهم أوقفوا حرب غزة 2008 دون الإطاحة بحكم حماس.

ويا لمفارقات القدر، فقد دارت السياسة الإسرائيلية دورتها مع خصوم نتنياهو هذه المرة، فأفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، خصمه العنيد، فجر قنبلة قبل أيام بكشف النقاب عن أن رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي هآرتسي هاليفي زارا قطر سرا بمهمة رسمية كلفهما بها نتنياهو.

ليبرمان زعم على ذمته أن الوفد الإسرائيلي رفيع المستوى أظهر تحنناً مهيناً أمام القطريين للاستمرار بضخ الأموال لغزة التي تسيطر عليها حماس، مما شكل ضربة قوية لنتنياهو، واتهمه بالتعامل مع حماس كما لو كانت منظمة تعمل في مجال جودة البيئة، مع أن الحركة أطلقت في 2019 أكثر من 1500 قذيفة صاروخية، وقتلت أربعة إسرائيليين، وتكافئها إسرائيل بمنحها أموالًا قطرية.

للتذكير فقط، فإن ليبرمان ذاته التقى في يونيو 2018 مع وزير الخارجية القطري في قبرص، حين كان وزيرا للحرب بحكومة نتنياهو، وطلب منه تقديم الدعم لغزة، فهل نسي أم تناسى؟

في هذه الأيام، أتى الدور على زعيم حزب أزرق- أبيض بيني غانتس ليطلق وعوده بأنه "لو قدر له أن يصل السلطة فإن أطفال عسقلان سينامون بهدوء، وأنا أنوي تسوية الوضع بغلاف غزة، سواء بتسوية تضمن إعادة الأسرى الإسرائيليين، أم الحسم العسكري، فليس هناك من فرصة لخيار ثالث".

مع أن غانتس جنرال الاحتياط السابق، وقائد الجيش، يعلم أكثر من سواه أن مصطلح الحسم العسكري قد لا يكون ملائما للمواجهات غير المتناظرة مع منظمات غير دولانية مثل حماس، لأنها تخوض حرب عصابات أمام الجيش الإسرائيلي، وتقاتله وظهرها للبحر.