أكثر من 4 أشهر ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في جولة مكوكية شملت لحتى الآن 6 دول التقى خلالها رؤساء ومسؤولين كبارًا، أكد لهم على وحدوية الموقف الفلسطيني في مواجهة خطة ترامب، وثبات الموقف الوطني الفلسطينى بأن القدس عاصمة فلسطين وأنها غير قابلة للتفاوض.
هذه المواقف الوطنية قوبلت باستحسان تلك الدول التي شهدت استقبالا كبيرا للأخ أبو العبد الذي تحدث باسم الوطن وليس باسم الحزب، وحسب المعلومات المتواترة إن عديد الدول وجهت الدعوة لرئيس حماس لزيارتها.
ولكن موسكو تعد العاصمة الأبرز التي زارها هنية لما لها من دلالات سياسية، وباعتبار أن روسيا من الدول العظمى في العالم، التي تتمتع بثقل سياسي وعسكري في المنطقة، ولها دالة على عشرات الدول في العالم.
هذا وشهدت زيارة وفد حماس الرفيع عديد اللقاءات مع أركان الدولة الروسية السياسية منها والدينية والبرلمانية، وضح الوفد في هذه اللقاءات الموقف الفلسطيني من خطة ترامب وأيضا شرح عن قرب رؤية حماس تجاه المصالحة الفلسطينية، و قد عمد الاخ إسماعيل هنية إلى الرد على التهديدات الصهيونية المتكررة ضد شعبنا من موسكو مؤكداً بأن قوة المقاومة قد تضاعفت عشرات المرات على ما كانت قبل عام 2014 ، محذرا من أي عدوان صهيوني، وفي المقابل دعا موسكو إلى المساعدة في إتمام المصالحة الفلسطينية إلى جانب القاهرة باعتبارها العاصمة العربية الأكبر والأقرب إلى القضية الفلسطينية، وبذلك تكون حماس قد أكدت من العاصمة الروسية على عنصرين أساسيين وهما :
1 التأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني من القضايا الكبرى.
2- أحقية شعبنا الفلسطيني في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال والوسائل الممكنة.
وكانت زيارة وفد حماس للسفارة الفلسطينية في موسكو خطوة عملية تجاه إتمام المصالحة الوطنية، ودعا من خلالها هنية وفد فتح والمنظمة بزيارة غزة للبدء بالخطوات الإيجابية بهذا الإتجاه .
وكان من اللافت الحضور والنشاط الإعلامي لأبو العبد في موسكو ، فقد أجرى على غير العادة لقائين مباشرين على قناتي روسيا اليوم والميادين، وأيضا عقد مؤتمرا صحفيا بحضور عدد كبير من وسائل الإعلام الروسية والعربية تحدث خلاله في العديد من القضايا الوطنية الفلسطينية ، وفي ذلك رسالة واضحة من حركة حماس بأن مواقفها ثابتة لا تتغير بتغير العواصم التي تزورها وتعلنها أمام الرأي العام العربي والعالمي .
ومن نقاط نجاح زيارة وفد حماس للعاصمة الروسية مدتها وتوقيتها، فإن تستمر الزيارة لأكثر من 4 أيام يعد مؤشرا إيجابيا بأن حركة حماس مرحب بها ولديها من قوة الموقف التي تقنع فيه دول عظمى في عالمنا هذا، وأنها تمثل المعادلة الصعبة في القضية الفلسطينية، وكذلك اكتسب توقيت الزيارة أهمية كبيرة في ظل إفرازات خطة ترامب وهيمنته على المنطقة العربية، وأن حركة حماس تمثل القوة التي يستند عليها شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذه الخطة الترامبية، وأنها تسلك كل المجالات من أجل إفشالها.
ومن هنا أدعو الأخ إسماعيل هنية إلى الإستمرار في جولته المكوكية ولتصل إلى دول أمريكا اللاتينية حتى يكون الموقف الوطني الفلسطيني حاضرا في كل المحافل الدولية ، وحتى تتشكل جبهة دولية في مواجهة الهيمنة الأمريكية في المنطقة .