عرضت حركة حماس أربعة خيارات على منظمة التحرير، وأي منها كفيل بإحداث اختراق في جدار الانقسام من أجل استعادة الوحدة الوطنية؛ الأول إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، ولاحقاً انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني، والثاني انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني خارج رام الله، في بيروت أو أي عاصمة أخرى، أما الثالث فهو أن يُعقد إطار القيادة المؤقّتة للأمناء العامّين للفصائل الفلسطينية، في حين أن الرابع هو تأليف حكومة وحدة وطنية تتولى إدارة الوضع الفلسطيني في الضفة والقطاع.
حتى هذه الساعة لم يصدر أي رد رسمي عن قادة منظمة التحرير أو عن الرئاسة الفلسطينية على خيارات حماس، ولكن صدرت بعض التعليقات غير الرسمية عن قيادات في المنظمة ترحب بحذر بتلك الخيارات، واخرى ترحب ولكنها تشكك في نوايا حركة حماس، والجديد في الامر اننا لم نسمع من يرفض تلك الخيارات، سواء بشكل رسمي او غير رسمي، لأن منظمة التحرير لا تريد إغضاب روسيا التي تقف ضد صفقة القرن وضد مغامرات الرئيس الامريكي دونالد ترامب، أي ان منظمة التحرير لم يعد لها سوى روسيا كطرف دولي قوي يقف الى جانبها بعدما تخلى عنها العرب والاوروبيون والولايات المتحدة الامريكية الى جانب انقلاب دولة الاحتلال (اسرائيل) على اتفاقية اوسلو.
اعتقد ان الخيار الافضل للشعب الفلسطيني هو الانتخابات ولكن الاسهل والاقرب للقبول من جانب المنظمة هو انعقاد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية، أما تشكيل حكومة وحدة فهي خيار اثبت فشله لان أي رئيس وزراء قادم باسم الوحدة الوطنية سيعلن الولاء للرئاسة ويدير ظهره لحماس كما فعل رئيس الوزراء السابق د.رامي الحمد لله، اما بالنسبة لعقد اجتماع مجلس وطني في الخارج فإنه لأسباب فنية واخرى حزبية لن يكتب له النجاح ولا متسع للتفصيل.
اقول ان الانتخابات هي الافضل للشعب لانها ستفرز ممثلين جددا له على كافة المستويات، وستضع الامور في نصابها وخاصة فيما يتعلق بالشرعية الفلسطينية، وهذا لا يعني ان الانتخابات ستؤدي بالضرورة الى انهاء الانقسام ولكنها ستكون بالتأكيد خطوة عمليه لإنهائه ولإنهاء الكثير من الاساطير التي يتداولها جزء من الشعب الفلسطيني. اما انعقاد الاطار القيادي الموحد فهو الاقرب للقبول لأن قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ستضمن بقاءها في المشهد السياسي الفلسطيني بما يزيد عن حجمها في الشارع، وسيكون بإمكانها تجنب الخسائر التي ممكن ان تتكبدها في أي انتخابات قادمة.