دولة الاحتلال "إسرائيل" تحتل الضفة الغربية وترتكب كل أنواع الجرائم والانتهاكات الإنسانية، ولا تلتزم باتفاقية أوسلو رغم أن الاتفاقية جائرة وتعطي المحتل ما لا يستحق، ومع ذلك لم تحقق السلطة الفلسطينية من خلالها أي شيء لصالح الشعب الفلسطيني، وكل ذلك لأن احتلال الضفة كما يسمى "احتلال خمس نجوم" ودون تكاليف، فضلًا عن أن المحتل يأخذ الأرض ويبني مستوطنات ويسمن أخرى ويفتتح عشرات الشوارع الالتفافية على حساب شعبنا الفلسطيني.
حصار قطاع غزة مختلف كليًّا عن احتلال الضفة، فالحصار مكلف بالنسبة للمحتل الإسرائيلي، والتكلفة تزداد بمرور الوقت، ولذلك برز الحديث عن تفاهمات وخاصة عقب كل مواجهة بين المحتل والمقاومة الفلسطينية. قادة العدو يرون أنه لا مفر من معركة حاسمة مع المقاومة الفلسطينية في غزة، وهذا يعني أنهم يبحثون عن حصار مجاني للقطاع، حصار خمس نجوم، يتعرض فيه 2 مليون فلسطيني في غزة إلى إبادة هادئة ويعيش المحتل الإسرائيلي حياة رغدًا دون خوف أو حتى نكد، وهذا أمر محال، فالمقاومة لا تبحث عن حصار هادئ وموت دون صوت، بل تريد رفع الحصار بشكل كلي عن قطاع غزة حتى يعيش أهلها مثل باقي البشر، وهذه مطالب مشروعة وممكنة جدًّا، وعلى المحتل الإسرائيلي أن يفكر بهذا الخيار بشكل جدي، لا يمكن حصار غزة إلى الأبد، ولا يمكن حصارها وقت أطول. تحسين الظروف يمكن أن يكون حلًّا مرحليًّا لا يتعدى الأشهر، وتظل إعادة الحياة إلى طبيعتها هي الهدف ولا مجال للمساومة عليه.
رغم ما يقال عن الهدوء في الضفة الغربية، والصبر في قطاع غزة إلى أن الأوضاع مهيأة جدًّا للانفجار، حيث لن تظل الضفة مستباحة من قبل الاحتلال والدلائل تشير إلى أن رياح التغيير قادمة لا محالة، وكذلك في قطاع غزة فقد نفذ صبر المقاومة، وقد لمسنا أن المقاومة أصبحت أكثر حساسية للانتهاكات الإسرائيلية عن ذي قبل وردودها سريعة وأكثر إيلامًا وهناك تصاعد ملحوظ في شدتها.
على المحتل الإسرائيلي أن يفكر كيف يجلب الأمن لنفسه، وصناديق الاقتراع والفوز في الكنيست ورئاسة الكيان لن تجلب الأمن له، ولا بد للمجتمع الإسرائيلي أن يدرك هذه الحقيقة، حيث أصبحت انتخاباتهم جاذبة للصواريخ الفلسطينية والبالونات المتفجرة وكل أشكال المقاومة، لأن نتنياهو وأمثاله يفكرون في أنفسهم ومستقبلهم السياسي ولا يفكرون بحلول سياسية تخفف عن الشعب الفلسطيني وتجلب الأمن "المؤقت" للغزاة في فلسطين.