اختلفت جولة التصعيد الأخيرة عن سابقتها في نوفمبر 2019, في أعقاب اغتيال الكيان الإسرائيلي للقيادي في حركة الجهاد الإسلامي الشهيد بهاء أبو العطا رحمه الله، حيث ظهر قادة العدو الإسرائيلي في الجولة السابقة أقوى مما هم عليه الآن، يمكننا القول إن القيادة الإسرائيلية, نجحت حينذاك في اخفاء مخاوفها بسبب حالة إرباك لحظية اصابت المقاومة الفلسطينية، سرعان ما تم تداركها لاحقا.
ما يسمى بوزير الحرب الاسرائيلي نفتالي بنيت اشاد بالجريمة الانسانية التي تم فيها التنكيل بالجثة الطاهرة للشهيد محمد الناعم رحمه الله، وقد تلقى العتاب من قادة الاحتلال والسخرية من وسائل الاعلام الاسرائيلي لان تلك الجريمة جلبت لدولة الاحتلال اضرارا بلا مردود سياسي او عسكري، وجلبت لهم العار دون حاجة لذلك. وهنا لا بد من الانتباه الى امر مهم جدا، فوزير الحرب الذي فشل في التعامل مع موقف على حدود غزة لا يمكنه ادارة معركة مع غزة وشعبها وفصائلها المقاومة، ولذلك ليس غريبا ان يفقد المجتمع الاسرائيلي الثقة بوزير الحرب والارهاب لديهم، ولا يمكن لقادة الاحتلال ان يغامروا بأمن كيانهم ويعلنوا الحرب بقيادة وزير يعيش بعقليه جندي يقمع المظاهرات.
قادة الاحتلال الاسرائيلي في هذه الجولة لم يستطيعوا اخفاء رعبهم وخوفهم من مواجهة تكاد تكون قريبة مع غزة، بل رأينا كيف اقبل بعضهم على بعض يتلاومون، ويكشفون اسرار حروب سابقة على نفس الجبهة تدل على ترددهم وضعفهم، وفي المقابل وجدنا فصائل المقاومة الفلسطينية على قلب رجل واحد، لم نلمس أي خلاف بينها وهذا دليل على انها تتعلم من اخطائها وعثراتها مهما صغرت، وكذلك اظهرت انه غير مستعدة بعد الان للسكوت على أي جريمة اسرائيلية وهذا يشير الى استعدادها لكل السيناريوهات والمخططات التي يعدها العدو الذي لم يعد في جعبته أي جديد، حتى لو هدد نتنياهو وتوعد بحرب مختلفة، فالحرب القادمة بلا شك ستكون مختلفة اختلافا كليا ولكن الاختلاف على الاغلب ستصنعه المقاومة الفلسطينية كما جرت العادة وليس المحتل الإسرائيلي.