فلسطين أون لاين

تقرير "الفجر العظيم" "وقود إيماني" يشتعل في وجه الاحتلال

...
القدس المحتلة-غزة/ محمد الهمص:

كانت فكرة، فامتدت لتجوب مدنًا فلسطينية حتى وصلت إلى دول عربية مجاورة، "الفجر العظيم" وسيلة نضال ابتكرها الفلسطينيون دفاعًا عن مقدساتهم ووقوفًا في وجه محتل استهدفها ويسعى لتهويدها.

"الفجر العظيم" حملة شعبيّة اكتسبت زخمًا كبيرًا، بعد إعلان الرئيس الأميركيّ دونالد ترمب صفقته التصفوية للقضية الفلسطينية في 28 كانون الآخر (يناير) الماضي.

ومن بنود صفقة ترامب التصفوية: عد مدينة القدس المحتلة بالكامل "عاصمة" لـ(إسرائيل)، ومنع عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة سنة 1948م، والإبقاء على المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وسيطرة الاحتلال على منطقة غور الأردن وشمال البحر الميت.

وعن الأبعاد الدينية للحملة يقول الداعية الإسلامي مصطفى القيشاوي: "إن الشعب الفلسطيني المسلم، المتمسك بمقدساته والدفاع عنها، لا يتوقف عن ابتكار الوسائل التي تعينه على استعادة حقه المسلوب في فلسطين، ولا شك أن العودة إلى الديار يجب أن يسبقها عودة إلى رب الديار".

ويضيف القيشاوي لصحيفة "فلسطين": "هذا هو المدخل الصحيح لقضيتنا الفلسطينية، التي لا تنفصل عن ديننا، إذ إن الأرض المقدسة قد ذكرت مرات عديدة في القرآن الكريم، وكذلك المسجد الأقصى، ومن هنا أمسك شعبنا الفلسطيني بزمام المبادرة لحث المسلمين على تأدية صلاة الفجر في المسجد الأقصى والحرم الإبراهيمي وباقي المساجد".

ويبين القيشاوي أن الرباط الرباني إحدى الأدوات الفاعلة في مواجهة هذا الاحتلال، فكان الفلسطيني هو الرائد في ذلك، فبدأت الحملة من المكان الذي فُرضت فيه الصلاة ليلة الإسراء والمعراج، من بيت المقدس.

ووفق حديث الداعية الإسلامي إن "صلاة الفجر تمثل الانطلاقة الإيمانية، والسلاح الروحي الذي نتزود به في محاربة الاحتلال إلى جانب السلاح العسكري، فلم يُعرف في تاريخنا الإسلامي وعبر الفتوحات والمعارك إلا أن المسلمين كانوا متمسكين بالصلاة عمومًا، وصلاة الفجر خصوصًا".

ويشير إلى أن صلاة الفجر "تشكل الوقود الدافع لمسيرة الجيوش تجاه النصر، ويمكن تفعيلها بمواصلة التحشيد لها، والتذكير بفضلها وأهميتها"، منبهًا إلى أن مشهد المصلين في صلاة الفجر يقض مضاجع الاحتلال، ويُنذر بصحوة جديدة ستقتلع الاحتلال من جذوره.

"تعيدنا لأصل الصراع"

قيم كثيرة عززتها صلاة الفجر بين المواطنين يذكر القيشاوي أن أهمها العمل الجماعي، والعمل فريقًا دون انفرادية وانعزالية، "وهذا الأمر مهم في حياتنا العادية، وفي مشروعنا المقاوِم" حسبما يؤكد، مشيرًا إلى أنها عززت مفهوم التضحية فمن لا يستطيع أن يقاوم النوم فكيف سيقاوم الاحتلال؟!

وتثبت الحملة وتعزز تمسك المصلين بمساجدهم المقدسة وأرضهم المحتلة كما يقول القيشاوي، مبينًا أن أخطر شيء يخشاه الاحتلال هو هذه العقيدة الراسخة في نفوس الشباب والكبار والصغار والنساء.

ويرى "أن الوسائل الدينية تعيد الصراع إلى أصله، وهو صراع ديني على أرض مقدسة، ذكرها الله في كتابه، فاحتلال فلسطين ليس كأي احتلال، لذا يأخذ الصراع الطابع الديني العقدي"، مشددًا على أن هذا اللون من الصراع ليس للاحتلال طاقة بالدخول فيه، لأنه عبارة عن كيان مسلح بأسلحة لمواجهة البنيان، وليس لمواجهة عقيدة وإيمان.

ويشار إلى أن حملة الفجر العظيم بدأت من الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة بالخليل في كانون الآخر (يناير) الماضي، وسرعان ما لقيت دعمًا من المواطنين، إلى أن انتشرت في دول أخرى، منها تركيا وأندونيسيا والكويت.