قال غازي الصوراني "مسؤول في جبهة فلسطينية": إن رفض الالتزام بالمصالحة وفق نصوص اتفاقي القاهرة مقابل الحديث عن هدنة طويلة الأمد وحل إنساني مشبوه ودويلة غزة المسخ سيؤدي إلى انهيار كارثي ويوفر الظروف لتمرير وفرض صفقة القرن التي تستهدف شطب منظمة التحرير وتصفية القضية الفلسطينية.
من يقرأ مثل هذا التصريح يظن أن فصائل منظمة التحرير الفلسطينية تسعى جاهدة لإتمام المصالحة ولكن فصائل المقاومة في غزة ترفض ذلك وتفضل دويلة مسخ في غزة على المصالحة. هذا الأسلوب لا يليق بقادة الفصائل أيًّا كانت، فحركة حماس تدعو قادة المنظمة ليل نهار بزيارة قطاع غزة لطي صفحة الانقسام، وفي المقابل لا تجد أي إجابة، بل على العكس توجه وفد من المنظمة إلى دولة الاحتلال والتقى بسياسيين وغير سياسيين دون أي مبرر وفي الوقت الحرج، وكذلك تمت لقاءات في رام الله مع وفود إسرائيلية، وهذا دليل على أن منظمة التحرير هي التي تعرقل المصالحة، لأنها تعلم أن اللقاء مع حماس سيعطل كل اللقاءات مع الإسرائيليين، وقد تم تخيير المنظمة منذ البداية؛ إما حماس وإما "إسرائيل"، ويبدو أن المنظمة حريصة على عدم قطع شعرة أوسلو مع العدو ولو كان ذلك على حساب المصالحة الوطنية.
ما نراه من تسهيلات طفيفة لقطاع غزة ليست ناتجة عن اتفاقات بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، وحسب الصحافة الإسرائيلية فإن ما يقدمه الاحتلال جاء نتيجة للتصعيد الذي تمثل في إطلاق بالونات وصواريخ تجاه غلاف غزة ولم تحاول حماس منعها، هم يتهمون حماس بأنها تريد التصعيد ردًّا على من تسبب في رفع أسعار الغاز دون مبرر وردًّا على بعض الإجراءات التي تهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس من الجانب المصري. الإسرائيليون زودوا غزة بالغاز وبالإطارات حتى لا تتفاقم الأوضاع في قطاع غزة وترتد على إسرائيل، هذا ما يقوله الإسرائيليون، وهو دليل على عدم وجود علاقة بين "التسهيلات" وبين ما يدور في أذهان بعض الفلسطينيين.
ختامًا نقول إن صفقة القرن تنفذ غالبيتها في الضفة الغربية والقدس، فمن يريد إجهاض الصفقة عليه حماية القدس والضفة الغربية ووقف الاستيطان، أما قطاع غزة فهو آمن، ولن يتمدد داخل الأراضي المصرية كما زعموا، ولذلك لا بد من التوقف عن تحويل المعركة من صراع مع المحتل الإسرائيلي إلى صراع داخلي، على فصائل منظمة التحرير أن تقوم بواجبها تجاه القضية الفلسطينية وغزة بانتظارها لطي صفحة الانقسام ودفن اتفاقية أوسلو.