أكد تقرير حديث إمكانية كبح الإصابة بالشيخوخة حتى وإن بلغ عمر الإنسان 120 عاماً.
وبحسب تقرير ستيفاني إيكيلكامب، المتخصصة في مجال الصحة والتغذية والذي نشرته بموقع "mbg Health" ضمن سلسلة تتعلق بعلم جديد يعنى بأبحاث مكافحة الشيخوخة، فإنه تم تحقيق نتائج لاكتشافات غير مسبوقة، رغم أنها في مراحل مبكرة، تقلب فكرة الشيخوخة رأسا على عقب، بالاعتماد على مفهوم جديد لأسباب حدوث عملية الشيخوخة على مستوى الجزيئيات والخلايا.
ويقول العلماء إنه تم التوصل إل استراتيجية تستهدف الآليات الأساسية للشيخوخة بطريقة تمنع الإصابة بأمراض الشيخوخة حتى وإن امتدت حياة الشخص إلى أكثر من 100 عام.
من جانبه، يقول بروفيسور ديفيد سينكلير، أستاذ علم الوراثة في جامعة هارفارد: "تم التوصل إلى التقنيات التي تجعل جسم الإنسان قادرًا على أن يكون بصحة جيدة، لفترة أطول حتى وقت لاحق في الحياة".
وما يشير إليه بروفيسور سنكلير بشأن "التقنيات"، هو عبارة عن الأدوية والعلاجات الوراثية التي يتم اختبارها حاليا للتثبت من مدى قدرتها على إطالة فترات عدم الإصابة بالأمراض خلال حياة الأشخاص، من خلال ممارسات نمط الحياة الرئيسية والمواد الغذائية .
وفي سياق متصل، يشرح بروفيسور روبرت رونتري، أستاذ الطب التكاملي الشهير، تعريف الشيخوخة قائلاً: "الشيخوخة هي التقادم والإهلاك، إذ عندما يقوم شخص بفعل شيء ما مرارًا وتكرارًا، فإن الأجزاء تتعرض للانهيار والتلف بنهاية المطاف.
وقد توصل العلماء إلى تسع "علامات مميزة" أو أسباب للشيخوخة، كما يقول سينكلير، على الرغم من أن هذه القائمة ستتطور على الأرجح في المستقبل. وأن الفكرة هي أنه إذا استطعنا معالجة هذه المشكلات، فيمكننا إبطاء الشيخوخة، ومنع الأمراض، وإضافة سنوات صحية لحياة الشخص. وتشمل هذه "العلامات المميزة" ما يلي:
• عدم الاستقرار الجيني الناجم عن تلف بالحمض النووي
• الابتعاد عن إهلاك الكروموسومات الواقية أو ما يسمى بـ"التيلوميرات"
• تعديلات على الجينوم الذي يتحكم في الجينات، ويحدد الجينات الواجب تشغيلها أو إيقافها
• تراجع معدلات صيانة البروتين الصحي، والمعروفة باسم الاستتباب البروتيني
• تحرر المغذيات الناتج عن التغيرات الأيضية
• ضعف الميتوكوندريا
• تراكم خلايا خاملة ضارة تؤدي لالتهاب الخلايا السليمة
• استنفاد الخلايا الجذعية
• اضطراب الاتصالات بين الخلايا وإنتاج الجزيئات الالتهابية
ويقول بروفيسور سينكلير: "نعتقد أننا توصلنا إلى كيفية تقييم وإعادة تشغيل الخلايا، حيث تم اكتشاف أن هناك قرصا صلبا احتياطيًا أساسيًا يحتوي على هذه المعلومات التخليقية، التي يمكننا الوصول إليها وتصدر الأوامر للخلايا كي تصبح شابة مرة أخرى وإعادة ضبط الساعة الخاصة بها".
هذا ويعترف سينكلير أن هذا العمل لا يزال تمهيديًا وفي بداية الطريق، لكن كان له بعض النتائج الواعدة في الدراسات البحثية، التي أجريت على الحيوانات باستخدام علاجات الجينات، التي يتم حقنها حاليا ويمكن أن تتحول إلى أقراص للبلع لاحقا. وفي دراسة، أجريت في يوليو 2019، تمكن العلماء من إعادة برمجة خلايا الأعصاب البصرية التالفة في الفئران المصابة بالجلوكوما واستعادة الرؤية.
ويختتم قائلا: إن "هذا مستوى آخر من العلم قادم، ورغم إنه ما زال في مراحل مبكرة، لكن إذا استطعنا استعادة الرؤية، فماذا أيضا يمكن استعادته من وظائف جسم الإنسان؟ ". إنها بكل المقاييس تعد خطوات رائعة على طريق توفير حياة بصحة أفضل للإنسان.