فلسطين أون لاين

لا نصنع السلام إلا مع المهزومين

في إطار الدعاية الانتخابية الإسرائيلية انتشرت لوحة إعلانية تُظهر الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية فوق ركام من الأبنية ودمار وفي حالة استسلام، وكتب أعلى اللوحة "السلام يصنع فقط مع الأعداء المهزومين".

قد يشعر الفلسطيني بالمهانة لمثل هذه الصورة، ولكن واقع الأمر يبعث على الأمل والتفاؤل بل والفرح، حيث كانت الدعاية الإسرائيلية في الانتخابات السابقة مجازر وتقتيل واعتداءات على قطاع غزة، ولكن بعد نجاح المقاومة الفلسطينية بتحقيق معادلة توازن الرعب لم يعد يجرؤ قادة الاحتلال على استباحة قطاع غزة كالسابق، بل هم الآن يستجدون المقاومة بالكف عن إطلاق البالونات المتفجرة والصواريخ حتى لا ينعكس ذلك سلبا على مصير رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو. الاكتفاء بلوحات إعلانية زائفة لا علاقة لها بالحقيقة أفضل لنا من مهاجمة غزة والإضرار بشعبنا.

اللوحة الاعلانية المسيئة وضعت حماس وفتح في إطار واحد، وهو إطار العداء، وهذا لا بد أن تدركه القيادة الفلسطينية وألا تتغافل عنه، كلنا بالنسبة لليهود أعداء، حتى الرئيس عباس ليس شريكا للسلام بل هو عدو، ويريدون " تركيعه" وهدم ما بنته السلطة منذ قيامها.

عبارة "السلام يصنع فقط مع الأعداء المهزومين" تحمل الكثير من الحقيقة، ولولا هزيمة العدو الإسرائيلي في العديد من المعارك على يد المقاومة في قطاع غزة لما كانت هناك تفاهمات من أجل رفع الحصار، المقاومة تضربهم بالصواريخ وما زالوا متمسكين بالتفاهمات رغم ترددهم ومحاولة التملص المستمر من تنفيذها إلا أنهم سيرضخون في نهاية المطاف، من ناحية ثانية لم يعد هناك استعداد إسرائيلي لتقديم أي شيء لمنظمة التحرير الفلسطينية التي قدمت كل التنازلات من أجل إقامة دويلة على حدود 67، وهذا يعني أن العبارة التي وضعوها تصلح خارطة طريق للمقاومة الفلسطينية إذا ما استبدلنا كلمة السلام بـ "التهدئة"، لأنه لا سلام دائم على أرض فلسطين إلا بتحريرها من الاحتلال من البحر إلى النهر، كما أن العدو الإسرائيلي لا يؤمن بالسلام، فهو إذا انتصر سحق خصمه وأكل الأخضر واليابس وإذا انهزم فر وهرب كما في لبنان وغزة واستعد لتقديم التنازلات كما يحدث الآن في معركته مع الشعب الفلسطيني ومقاومته.

أعتقد أن فكرة نشر لوحات مسيئة للفلسطينيين في (تل أبيب) هي فكرة أمريكية بحتة، حيث استطاع الأمريكان تحويل هزيمتهم الفادحة في فيتنام إلى انتصار من خلال أفلام هوليود فقط، فإن لم تستطع الانتصار على شعب ثائر في أرض المعركة ، يمكنك الانتصار عليه في الأفلام واللوحات الدعائية وخداع الشعوب التي ترعرعت على أفلام "رامبو" .