فلسطين أون لاين

متحدثون: المواقف الدولية تجاه "صفقة ترامب" بين متخاذلة ومتواطئة

...
جانب من الندوة
غزة/ محمد أبو شحمة:

أجمع متحدثون بمدينة غزة أن المواقف الإقليمية والدولية تجاه خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، المزعومة للتسوية تراوحت بين متواطئة ومتخاذلة وباهتة، داعين إلى ضرورة وجود رد شعبي قوي لمواجهتها وإسقاطها.

وأكد هؤلاء خلال ندوة حوارية نظمتها وزارة الإعلام- المكتب الحكومي بغزة، بعنوان "سبل مواجهة صفقة القرن والمطلوب وطنياً وإقليمياً ودولياً"، اليوم الثلاثاء، أن الدبلوماسية الفلسطينية على مدار السنوات الأخيرة الماضية هي التي أوصلت الحالة الفلسطينية إلى هذا "الوضع الكارثي".

وفي 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن ترامب الخطوط العريضة لخطته التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس المحتلة عاصمة غير مقسمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي.

رئيس مجلس العلاقات الدولية- فلسطين، د. باسم نعيم أكد أن "صفقة ترامب" تحمل تهديداً حقيقياً للسلم والأمن الدوليين، وتفتح الباب واسعاً لشريعة الغاب، بمعنى جعل القوي يفرض حلولًا، كما أنها تهدد المصالح الإستراتيجية للكثير من الدول خاصة الأوروبية".

وأضاف نعيم: "الصفقة التي عرضها ترامب تخالف القانون الدولي، ورؤية العالم لحل الصراع، وتغلق بوابة الأمل أمام أي حل سياسي قادم، وهي تمثل إعلان حرب وتمهد لعدم الاستقرار".

وأشار إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية لم تستخدم أوراق القوة التي تمتلكها كالكفاح المسلح، أو البعد القانوني الذي تحركت به متأخرةً بعد تعرضها لضغوطات، لذا هي من تتحمل الكارثة التي وصلت لها القضية الفلسطينية.

ووصف نعيم الموقف الأوروبي من "صفقة ترامب" بـ"المنافق"، وذلك خشية على مصالحهم من إدارة ترامب، إضافة إلى أن مواقف الدول الصديقة كروسيا والصين باهتة.

ودعا إلى ضرورة وجود حراك فلسطيني حقيقي داخلي لمواجهة الصفقة، مع تحشيد الشعوب العربية والإسلامية.

الخبير الإستراتيجي والدبلوماسي السابق، د. محمود العجرمي، يؤكد أن المواقف العربية والدولية من خطة "ترامب- نتنياهو" انقسمت بين مؤيد ومعارض لها، وثالثة طالبت دراستها قبل الرد عليها.

وقال العجرمي خلال كلمته: "المواقف الدولية كانت مبنية على الانقسام الفلسطيني، وأنا أقول: لا يوجد انقسام فلسطيني بل هناك تياران أحدهما "أقلية" يمارس دوراً يخدم خطة الصفقة".

وأضاف أن بنود الصفقة الأمريكية جاءت من سياق اتفاق أوسلو، وتفاهمات السياسي الإسرائيلي يوسي بيلين ورئيس السلطة محمود عباس، حيث إن هناك نصوصًا مأخوذة حرفياً من هذا الاتفاق، وهو ما قاله مستشار ترامب، جاريد كوشنر لرئيس السلطة.

وأشار العجرمي إلى أن اتفاق أوسلو، وتفاهمات "بيلين عباس"، انعكست على المواقف الدولية وخاصة العربية من "صفقة ترامب".

وأوضح أن الصفقة الأمريكية تتناقض مع قرارات الشرعية الدولية حول الاستيطان أو عودة اللاجئين، خاصة أن هناك 722 قرارًا لصالح الشعب الفلسطيني في الأمم المتحدة، و86 قرارًا في مجلس الأمن.

رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني "حشد"، د. صلاح عبد العاطي، أكد أن "صفقة ترامب" تعد خطراً حقيقياً يمس الإنسان والقضية الفلسطينيين، وجريمة دولية تسعى من خلالها الولايات المتحدة، واليمين المتطرف الإسرائيلي لتثبيت وقائع جديدة على الأرض.

وعد عبد العاطي خلال حديثه أن الصفقة تعد وثيقة استسلام للشعب الفلسطيني، وفيها تنكر لجميع الأعراف والقوانين الدولية، حيث تعطي دولة الاحتلال الإسرائيلي كل شيء، والفلسطينيين لا شيء.

ورأى عبد العاطي أن الموقف الرسمي لقيادة السلطة الفلسطينية من الصفقة غير كافٍ حيث لم يتم اتخاذ أي خطوات عملية على الأرض، كوقف التنسيق الأمني، أو رفع العقوبات المفروضة على قطاع غزة المحاصر، أو استعادة الوحدة الوطنية.

وحول خطاب عباس في جامعة الدول العربية أخيرًا، وصفه عبد العاطي بـ"المؤلم"، كونه قدم تطمينات على استمرار الوضع القائم.