يتبادر إلى الذهن دومًا السؤال ذاته: هل تعمل الرضاعة الطبيعية على خسارة الوزن الزائد أم اكتساب المزيد من الدهون؟, فوجد أن نساء الشرق الأوسط يتأثرن بهرمون البرولاكتين تأثيرًا يعمل على اكتساب الدهون, وفي المقابل يعمل الهرمون ذاته على حرق المزيد من السعرات الحرارية لإنتاج كمية الحليب اللازمة للرضيع، وبذلك تخسر الوزن الزائد السيدة المرضع في مناطق أخرى من العالم.
يجدر بالذكر أن اتباع أنظمة الحمية الغذائية الخاصة بخسارة الوزن بعد الولادة لها ما لها من فائدة كبيرة، إن طبقت تطبيقًا علميًّا صحيحًا تحسب فيه السعرات الحرارية اللازمة للأم المرضع وكمية الفيتامينات اللازمة للطفل والأم معًا, أما لو كان اتباعها غير علمي فسيؤثر تأثيرًا عكسيًّا, بحيث ستقل المكونات التغذوية اللازمة للطفل والمفرزة عبر حليب الأم حيث أهمية هذه المغذيات لنمو ذهن الطفل وعظامه وتكوين جسده عامة، كما سيؤثر سلبًا أيضًا على الأم المرضع بحيث سيحدث نقص كبير خاصة في الكثافة العظمية ومخزون الحديد في جسدها كما ستفقد الكثير من المعادن المهمة للعمليات الحيوية لديها، وحينها سيؤثر هذا على نشاط الغدة الدرقية امتدادًا إلى فقدان الشعر وفقدان نضارة البشرة.
ولاتباع رجيم خاص بالسيدات المرضعات لفقدان وزنهن فقدانًا صحيًّا لا يؤثر على صحتهن وصحة مواليدهن ننصح بداية باتباع الرجيم بعد الولادة بأسبوعين على الأقل, وعليهن زيادة كمية السوائل المتناولة -خاصة الماء- التي ستشغل مساحة في الجهاز الهضمي، وستعمل على تحسين عملية الهضم، وبذلك تزيد معدلات الحرق، كما ستعمل على زيادة إدرار كمية الحليب لديهن, كذلك الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضراوات عامة والفواكه الغنية بالألياف مثل الحمضيات والتفاح، إذ ستعمل على ضبط معدلات الأنسولين، وبذلك تفقد المزيد من الدهون, والتركيز على إضافة كمية من البروتينات -خاصة الحيوانية- لغذائهن سيعمل على زيادة معدلات حرق السعرات الحرارية لاستخلاص الطاقة من هذه الأغذية، الذي بدوره سيكون له الأثر الكبير في فقد الكثير من الدهون، خاصة بمنطقة الخصر والبطن.
أخيرًا يجب التركيز على الحليب ومشتقاته؛ فخسارة الكالسيوم ستقلل من عملية الاحتراق للدهون في الجسم، ويفضل أن يكون الحليب غير منخفض الدسم كي يزيد امتصاص فيتامين د الذي يلعب أيضًا دورًا في ضبط مقاومة الأنسولين في الجسم، وبذلك تزيد معدلات حرق الشحوم.