منذ إطلاق خطة خارطة الطريق عام 2002 والسلطة الفلسطينية مصابه بهوس " محاربة الإرهاب"، لأن الخطة تقوم أساسا على حفظ أمن الاحتلال الإسرائيلي ومحاربة " الإرهاب"، ومع أن الخطة تستهدف إقامة دولة فلسطينية بحلول عام 2005، وانسحابا اسرائيليا كاملا من الاراضي المحتلة عام 1967، واقامة مشاريع اقتصادية ضخمة في فلسطين الا ان كل تلك الاحلام ذهبت ادراج الرياح، بل انقلبت الولايات المتحدة الامريكية ضد اوسلو وضد المبادرة العربية للسلام وفعلت ما فعلت الا ان السلطة ما زالت تؤكد في كل فرصة انها تحارب الارهاب داخليا وخارجيا وانها تتعاون مع عشرات الدول من اجل تحقيق ذلك الهدف.
السيد الرئيس قال ان اراضي السلطة تخلو من الدواعش، وان من اتهموا بالانضمام لداعش كانوا من حملة الهوية الاسرائيلية أي لا علاقة للسلطة بهم، ولكنني أسأل، هل يعقل ان يكون الداعشي الفلسطيني اكثر ارهابا من نتنياهو؟ كم قتل الداعشي وكم قتل نتنياهو وقادة الكيان الاسرائيلي الغاصب؟ اذا كنا بالفعل نحارب الارهاب فكيف نمد يد " السلام" لمن اغتصب ارضنا وقتل منا الالاف وجرح أضعافهم وما زال يعتقل الآلاف، ان الإرهاب الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وحصار غزة واستباحة مقدساتنا، والتوافق مع دولة الاحتلال على محاربة الإرهاب يعني أن المحتل ليس إرهابيا، والتوافق مع الادارة الامريكية على محاربة الارهاب يعني تبرئة امريكا من ارهابها الدولي.
نحن الفلسطينيين ضد الارهاب بكافة اشكاله وعلى رأسه الارهاب الدولي الذي تمارسه دولة الاحتلال اسرائيل والولايات المتحدة الامريكية والانظمة الدكتاتورية التي تقتل شعوبها،وكذلك نحن ضد الارهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة،ولكن لدينا اولوية تمنعنا من التدخل في شؤون الاخرين، سواء بتحالفاتهم ضد بعضهم بعضا او تحالفاتهم على اساس محاربة الارهاب وغيره من القضايا. الاهم من كل ذلك ان نضع تعريفا واضحا للإرهاب، فالمقاومة الفلسطينية التي تصفها خطة خارطة الطريق بالإرهاب ليست ارهابا بل هي مقاومة مشروعة ولكن امريكا تريد تغيير المفاهيم وتزييف الحقائق وذلك بتجريمها للمقاومة الفلسطينية واعتبارها ارهابا، واعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وانكارها للعدد الحقيقي للاجئين الفلسطينيين وكذلك انكارها لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في ارضه وتاريخه.