فلسطين أون لاين

خلال وقفة بالمسجد العمري الكبير بغزة

علماء ودعاة: صفقة القرن مُحرَّمة شرعًا ومواجهتها فريضة دينية

...
غزة/ أحمد العاصي:

أكد علماء ودعاة بارزون في قطاع غزة، أمس، أن صفقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "محرمة شرعًا وخيانة للعقيدة"، مشددين على ضرورة الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل المشترك في كل المواقف وإنهاء كل أشكال التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي.

جاء ذلك خلال اعتصام بالمسجد العمرى الكبير بمدينة غزة، احتجاجًا على طرح الرئيس الأمريكي خطته المزعومة للتسوية، التي تستهدف شطب الحقوق الفلسطينية.

وشارك في الاعتصام علماء من رابطة علماء فلسطين، ووزارة الأوقاف، والقضاء الشرعي الفلسطيني، والجهاد الإسلامي، وجمعية ابن باز، بالإضافة إلى عدد من العلماء الأكاديميين والوجهاء والمخاتير.

وأكد المشاركون في الاعتصام أن "صفقة ترامب" خيانة وتنكر للمقدسات الإسلامية ولتضحيات الشهداء والجرحى الذين قدموا أرواحهم حفاظًا على الأرض الفلسطينية.

وقال رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، حسن الجوجو: "إن فلسطين من نهرها إلى بحرها أرض عربية إسلامية لا تُغير هويتها أي صفقات أو تنازلات"، مضيفًا أن "صفقة ترامب" جريمة متكاملة الأركان بحق الأديان السماوية والقدس وأبناء الأمتين العربية والإسلامية.

ودعا الجوجو علماء المسلمين الأحرار والمرجعيات الدينية والإسلامية في العالم إلى الوقوف صفاً واحداً إلى جانب الشعب الفلسطيني، مناشداً لضرورة مساندة الفلسطينيين قيادة وشعبًا لنيل حقوقهم المشروعة وإقامة دولتهم فوق أرضهم وعاصمتها القدس الشريف.

وعدّ الجوجو أن التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي بكل أشكاله حلقة من حلقات "صفقة ترامب"، مؤكداً أن رفض الصفقة "فريضة إسلامية تستوجب نصرة إسلامية وعربية جامعة".

صفقة مُحرمة

وأكد رئيس رابطة علماء فلسطين، مروان أبو راس، أن أحكام الشريعة الإسلامية محرِّمة ورافضة لصفقات التنازل عن الأرض الفلسطينية، مؤكداً على الثوابت الإسلامية والفلسطينية التي لا تقبل التفريط والتنازل.

وأوضح أبو راس أن الصفقة الأمريكية خيانة بإجماع كل العلماء الفلسطينيين، داعياً الأُمتين العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهما والدفاع عن المسجد الأقصى والقدس الشريف.

وشدد على أن الثوابت الإسلامية والفلسطينية لا تقبل التجديد على غرار الخطاب الديني، مشيراً إلى أنه "لا حيادية في نصرة القضية الإسلامية ولا نقبل أن نكون في صف الخيانة أو الحياد".

فلسطين أرض إسلامية

وفي كلمة وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، أكد وليد عويضة، أن فلسطين أرض وقف إسلامية عربية فلسطينية لا يحق لأي جهة كانت أن تمنحها لمن لا يستحقها، مضيفًا أن "الاحتلال الصهيوني ليست له أحقية وجودية بفلسطين".

وأشار عويضة إلى أن وزارة الأوقاف "قد عممت على خطباء المساجد لتوضيح خطورة صفقة القرن وبدء تشكيل حالة وعي فلسطينية وتحشيد رأي عام متصدٍّ لمشروع التصفية الأمريكي".

وعد بلفور آخر

وقال ممثل جمعية "ابن باز" الخيرية، حسام الجزار، إن الإدارة الأمريكية لم تتجرأ على الشعب الفلسطيني إلا بعدما رأت ذل وهوان وانشغال الأمتين العربية والإسلامية.

وأشار الجزار إلى أن "ما أعلنه الرئيس ترامب ليس جديدا، في حين شبه الصفقة "بأنها مرحلة الإشهار، أما العقد فقد تم قديما، والمؤامرة ما زال يُخطط لها".

وطالب القيادة الفلسطينية بالوحدة الوطنية والعمل المشترك في كل المواقف وإنهاء كل أشكال التعاون الأمني مع الاحتلال، وعد أن التعاون الأمني سلوك محرم يتعارض مع الثوابت الفلسطينية والأصول الوطنية والدينية ومع إستراتيجية التحرر من الاحتلال.

من جانبه، أكد ممثل علماء حركة الجهاد الإسلامي، عمر فورة، أن فلسطين جزء من العقيدة الإسلامية وليست جزءاً من سياسة الهوان، فهي آية من كتاب الله، مشدداً على أن "من يفرط بفلسطين كأنما فرط بالقرآن الكريم".

وفي السياق نفسه قال ممثل العلماء الأكاديميين الفلسطينيين، نسيم ياسين، إن الفلسطينيين في كل جولة هم الذين يواجهون الاحتلال بصدورهم العارية وأن المقدسيين المرابطين هم عثرة أمام الاحتلال الإسرائيلي.

وقال ياسين: "إنه تم تنفيذ وعد بلفور المشؤوم في ظروف انشغال الأمة، وها نحن أمام تنفيذ صفقة القرن في الظروف نفسها وما زلنا منشغلين"، داعياً الشعب الفلسطيني والسلطة والفصائل الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام وتشكيل جبهة وطنية مستندة إلى القوة العربية  والإسلامية، والخروج بقرارات تتصدى لـ"صفقة ترامب".