أكد رئيس السلطة ، محمود عباس، أنه رفض استلام الخطة الأمريكية لتسوية"صفقة القرن"، والرسائل والمكالمات التي وردت من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب "لعلمنا أنه سيقول إنه تشاور معنا".
وقال في كلمة له خلال الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، اليوم السبت: " إن الولايات المتحدة هي الراعي الأساس لوعد بلفور".
وشدد عباس في كلمته على أنه سيذهب قريبًا إلى مجلس الأمن ليطلب منهم تحقيق التسوية برعاية دولية على أساس مبادرة السلام العربية، على أن يتم ذلك دون الانفراد الأمريكي بالرعاية، ودون أن يكون مكانٌ لأي جزء من صفقة القرن على طاولة التسوية.
وبيّن أنه سيطلب من العالم إعلان أنه يقبل بما يقبل به الفلسطينيون، مؤكدًا أنه يثق بأن العالم لا يقبل الظلم. مؤكدًا: "لن أقبل بأي حل يقوم على أساس منح القدس كاملة إلى (إسرائيل)".
كما شدد على أن ترمب لا يعرف شيئًا عن خطة "صفقة القرن"، وأن من وضعها مستشاره السابق غرينبلات، وسفيره في "تل أبيب" ديفيد فريدمان، وزوج ابنته جاريد كوشنر.
وأضاف: أن "نتنياهو لا يؤمن بالسلام رغم مكوثه في رئاسة الحكومة الإسرائيلية أكثر من أي رئيس آخر".
وأردف: "اعتقدت أننا سنحل القضية الفلسطينية في نصف ساعة خلال لقائي الأول مع الرئيس ترمب"، مشددًا: "لن أقبل هذا الحل إطلاقا ولن أسجل في تاريخي أنني بعت القدس، وأنا واحد من اللاجئين الذين تتنكر لهم صفقة القرن".
وأوضح الرئيس عباس: "الأمريكيون يريدون أبو ديس عاصمة لفلسطين مع إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين".
واستدرك: "مطلوب مني نزع سلاح غزة، والاعتراف بيهودية الدولة والقدس الموحدة عاصمة لـ(إسرائيل) لإثبات حسن النية لدى ترمب ونتنياهو".
وتابع: "الرئيس محمود عباس، إن السلطة بعثت برسالتين إلى بنيامين نتنياهو ورئيس جهاز السي آي إيه، أبلغت فيها أنها ستقطع العلاقات معهما بما في ذلك العلاقات الأمنية، داعيًا الإسرائيليين إلى تحمل المسؤولية كقوة احتلال".
ونبه إلى: "أنا لا أؤمن باستخدام السلاح، وسأسعي لأن تكون فلسطين دولة منزوعة السلاح، نحن مؤمنون بمحاربة الإرهاب المحلي والدولي، وننسق مع 83 دولة في هذا المجال منها الولايات المتحدة".
وأشار: "نشرنا ثقافة السلام، وفي الضفة الغربية أكثر ما يمكن أن يتصاعد هو مظاهرة سلمية. نرفض الصفقة، ولكن ملتزمون بالسلام وفق آلية دولية متعددة الأطراف".
وكشف النقاب: طلبوا مني هذه الطلبات لإثبات حسن نيتي لترمب ونتنياهو؛ الاعتراف بيهودية دولة "إسرائيل" وبالقدس موحدة عاصمة لها، أن أنزع سلاح غزة وقبول ضم الأراضي الفلسطينية وإلغاء حق العودة، عدم وجود سيادة على الأراضي الفلسطينية ولا حدود لنا مع الأردن".
وأضاف: "طلبوا لأيضًا أن لا تكون لنا سيطرة بحرية جوية أرضية للفلسطينيين، الموافقة على إلغاء قرارات المرجعية الشرعية، ومقابل ذلك سيعطوننا المثلث الفلسطيني بسكانه".
وبيّن: "قلت لترمب أنني أؤمن بعدم جدوى السلاح، جربناه في 48 و67 وغيرها، وما مشي الحال، وأنا مؤمن بأننا لا نريد السلاح، نريد بناء دولة وأسعى لأن تكون دولة فلسطين منزوعة السلاح".
ونوه: "كل يوم يهدموا بيوت فلسطينية وبحجة البناء دون ترخيص ويبنوا مستوطنات ويخططون لإنهائنا خلال الـ4 سنوات المقترحة بصفقة القرن".
وذكر الرئيس عباس: "رضينا بمساحة 22% من فلسطين، قبلنا لأنه بدنا نخلص بدنا حل، والآن يريد أن يأخذ 30% من الضفة ليتبقى لنا 11%. يريدون أن تكون العاصمة في قرية أبو ديس، وكل القدس لم تعد لنا، واللاجئين انسوا الموضوع".
وقال عباس: "صفقة القرن تتضمن تقسيم زماني ومكاني في المسجد الأقصى، والصلاة يوم لنا ويوم لهم، ولو طلع يوم الجمعة لهم، فلن نصلي بالأقصى!".
وأوضح: "تفاجئنا بعد شهرين من لقاء إيجابي مع ترمب بإعلانه القدس عاصمة لـ"إسرائيل" وأوقف ما يقدمه لنا من مساعدات بنحو 840 مليون دولار ولوكالة الغوث الدولية".