بعض الأشخاص إذا شعروا بوعكة صحية يلجؤون من فورهم إلى تصفح الإنترنت استعانة بسؤال جوجل عن الأعراض التي يمرون بها، وعن كيفية العلاج، أو عبر مجموعات وسائل التواصل الاجتماعي يسألون غيرهم.
وخاصةً بعض الأمهات تنشر سؤالًا عما يشعر به طفلها الصغير، وتبدأ تعليقات المشاركات في المجموعة (الجروب) ذاتها، كلٌّ تدلي بدلوها، وقد تجرب الأم بعض العلاجات المكتوبة في التعليقات، دون اللجوء إلى الطبيب إلا بعد فوات الأوان في بعض الأحيان.
طبيب الأسرة د. بسام أبو ناصر يوضح لصحيفة "فلسطين" أن المعرفة بالشيء ليست خطأ كأن يعرف المريض أعراضه، لكن الوصفة الطبية قائمة على أعراض متشابهة، فإذا أراد الشخص البحث عبر الإنترنت فسيدخل في حالة وهم.
وينصح أبو ناصر المريض أن يتوجه للطبيب ويقول الذي يشتكي منه مباشرة دون تفكير، مضيفًا: "لكن المريض يبقى لديه وسواس البحث، وهذا يسبب له التشتت والتيه".
ويقول: "لا بأس أن يستعين المريض بالقراءة الجيدة عن مرضه ويجمع بعض الأفكار، لكنها لا تكون تشخيصًا رسميًّا يعتمد عليه في علاج نفسه، فمهما قرأ فلن يستفيد كثيرًا لأن الأعراض متشابكة".
وبسؤال طبيب الأسرة عن المقولة السائدة: "اسأل مجرب ولا تسأل طبيب"، يجيب: "كثيرة من الأمراض تصل إلينا متأخرة جدًّا جدًّا، نتيجة هذه المقولة، وتكون هناك أعراض ومضاعفات زائدة، فيفضل دائمًا في حالة أي مشكلة صحية عرض الأمر على الطبيب، الطبيب فقط".
ويبين أن من أراد أن يبحث عبر الإنترنت فليج إلى مواقع طبية موثوقة ومعروفة، ولا يبحث في مواقع عامة تنشر ما "هب ودب"، فاليوم لدى كثير من المستشفيات والأطباء مواقع رسمية ينشرون فيها معلومات علمية، وهناك مواقع لمنظمة الصحة العالمية، فيعطي الشرح وبالأسفل ينشر المصادر التي نشر منها المعلومات.
بدوره يرى مدرب التسويق الإلكتروني م. محمد أبو كميل أن النتائج في جوجل لا تظهر وفقًا لمصداقيتها وعِلميتها، بل وفقًا لأدوات تسويقها، مضيفًا: "أنت إذا بحثت عن أي معلومة طبية أو علمية؛ فالنتائج الأولى ستكون حتمًا للمواقع التي يتقن أصحابها آليات التسويق الإلكتروني بعيدًا عن علمية المحتوى من عدمه".
وينبه أبو كميل في حديثه مع "فلسطين" إلى أنه يجب على من يلج إلى جوجل أو ويكيبيديا العلم أن الاعتماد على معلومات محركات البحث -خاصةً في الأمور العملية ومنها الطبية- ليس مفيدًا، بل أحيانًا قد تكون نتائجه عكسية.
ويشير إلى أن كلًّا ينشئ المحتوى على محركات البحث، وكلًّا يستطيع التلاعب به بمساندة بعض الأدوات التسويقية الإلكترونية، مستدركًا: "لكن لا بأس من الاستئناس بمحركات البحث للولوج إلى مواقع نعرف مصدرها والقائمين عليها ومدى قربها من الدقة".
أخيرًا يلفت أبو كميل إلى أن جوجل أطلقت منصة محرك البحث العلمي Google Scholar وهي عبارة عن محرك بحث أكاديمي يسهل عملية الوصول إلى الأبحاث العلمية والأكاديمية الموثوقة، التي سبق أن دققها العلماء، والمصادر العلمية الرسمية.