فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

تقرير الأغذية منتهية الصَّلاحيَّة... خطر يبتلعه الغزيون للبقاء على قيد الحياة

...
AA-20241212-36464098-36464093-FOOD_DISTRIBUTION_TO_DISPLACED_PALESTINIANS_IN_GAZA.jpg-55aea620-4730-4b32-9f81-4c449fcc5141.jpg
غزة/ مريم الشوبكي:

تجمهر عدد من المشترين أمام بسطة في وسط سوق الصحابة بحي الدرج شرقي مدينة غزة، بينما ينادي صاحبها: "أسعارنا ببلاش وأقل من السوق!"، فتسابق الناس لشراء ما لديه من مواد غذائية، نظرًا لانخفاض أسعارها مقارنة بمثيلاتها في السوق.

من بين المشترين كانت نايفة زويد (60 عامًا)، التي تمكنت من الحصول على علبة من الحلاوة الطحينية، وبعض معلبات الفاصولياء، والحليب المجفف.

كانت معظم المواد الغذائية التي يبيعها التاجر قد شارفت صلاحيتها على الانتهاء، أو انتهت بالفعل منذ شهرين. ورغم ذلك، كان الإقبال على شرائها كبيرًا، في ظل شح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه.

تقول زويد لصحيفة "فلسطين": "أعلم أن الأغذية التي اشتريتها منتهية الصلاحية، ولكن لا خيار أمامي، فأنا مسؤولة عن عائلات أبنائي الأربعة، وأحدهم استُشهد وترك لي زوجة وثلاثة أطفال، ويحتاجون إلى كميات كبيرة من الطعام يوميًا، وهي تفوق قدرتي المادية، خاصة مع ارتفاع الأسعار إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه قبل تجدد الحرب في رمضان".

وتتابع: "قبل الحرب، كنت أرفض تمامًا شراء الأغذية التي توشك صلاحيتها على الانتهاء، أما الآن، فنأكل ما انتهت صلاحيته لنُسكت جوعنا، ونبقى على قيد الحياة".

وفي 23 من مارس الماضي، أعلنت وزارة الاقتصاد عن إتلاف 50 طنًا من المواد الغذائية بسبب انتهاء صلاحيتها، بعد أن عجز أحد التجار عن إدخالها إلى قطاع غزة خلال الشهور الماضية، بسبب سياسات الاحتلال.

وسمحت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإدخال كميات قليلة جدًا من المساعدات إلى قطاع غزة بعد إعلان التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار، لكنها عادت وأوقفت إدخال تلك المساعدات مع استئناف الحرب.

وقد شهدت أسعار السلع ارتفاعًا كبيرًا في الأسواق نتيجة نقصها، واختفاء بعضها بشكل كامل.

أما عامر الميناوي، فاضطر أيضًا إلى شراء الحليب المجفف الذي انتهت صلاحيته قبل شهر، تلبيةً لرغبة أطفاله في تناول الجبن، حيث تقوم والدتهم بصنع الجبن من الحليب المجفف، في ظل انعدام الحليب الطازج.

يقول الميناوي لـ"فلسطين": "لأن الحليب منتهي الصلاحية، اشتريته بسعر أرخص من الحليب الصالح، وأشعر ببعض الطمأنينة لأنه لن يضرّنا صحيًا، إذ تقوم زوجتي بغليه قبل تحويله إلى جبن، وأزعم أن الغليان يعقم الحليب ويقضي على أي بكتيريا قد تسبب لنا الأذى".

وتشكو أرزاق مهدي (24 عامًا) من أنها تلقت طردًا غذائيًا يحتوي على عدد من المواد الغذائية والمعلبات التي انتهت صلاحيتها، بينما اقتربت صلاحية القسم الآخر من الانتهاء.

وتقول مهدي لـ"فلسطين": "معدتنا انتُهكت من كثرة تناول المعلبات والأغذية منتهية الصلاحية طوال أشهر الحرب في شمال القطاع، بسبب ندرتها. ومع إعلان الهدنة، استبشرت خيرًا بأنني سأعود لتناول الخضروات والفواكه واللحوم، وتعويض ما فاتنا".

وتستدرك: "لكن الاحتلال عاود إغلاق المعابر، وعدنا إلى مربع المجاعة الأول، حيث نضطر لأكل أي شيء يسد جوعنا، بلا طعم، ونحن نعي تمامًا أضراره الصحية على المدى البعيد، ولكن لا خيار أمامنا".

ويُعد التسمم الغذائي من أكثر العواقب شيوعًا نتيجة تناول الأغذية منتهية الصلاحية، وتظهر أعراضه خلال فترة زمنية قصيرة، وتشمل: الغثيان، التقيؤ، الإسهال، المغص في البطن، الحمى.

وفي بعض حالات التسمم الشديدة، قد يتأثر الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى الشلل، كما يحدث في حالات التسمم بسمّ البوتولينوم الموجود في بعض المعلبات.

المصدر / فلسطين لأون لاين