فلسطين أون لاين

بسبب السلطة.. مستقبل الطالب عبد الرحمن حمدان "في المجهول"

...
طولكرم-غزة/ جمال غيث:

"لا نعلم متى سيحضر عبد الرحمن إلى المنزل، ومتى سيغادره؛ خشية أن تعتقله أجهزة أمن للسلطة في رام الله، لنشاطه في الكتلة الإسلامية بجامعة بير زيت بالضفة الغربية المحتلة"، والحديث لهيام حمدان والدة الطلاب عبد الرحمن حمدان.

ولا تكاد تطوى أيام اعتقال "عبد الرحمن" في سجون مخابرات السلطة، حتى تلاحقه قوات الاحتلال للزج به في زنازينها، وهي حالة يعيشها منذ سنوات عدة، تسببت بعرقلة دراسته الجامعية وحياته اليومية مع عائلته.

وعبد الرحمن طالب في جامعة بير زيت بالضفة الغربية المحتلة، منذ ثماني سنوات، يدرس حاليًّا في كلية التجارة، بعدما اضطر إلى التحويل من قسم الهندسة الكهربائية، بسبب كثرة الاعتقالات التي طالته.

"تعذيب وحشي"

وتذكر حمدان أن جهاز الأمن الوقائي استدعى نجلها للمقابلة بالتزامن مع الامتحانات النهائية، مشيرة إلى أنه ينتظر تقديم آخر امتحانات له كي يتخرج في الجامعة بعد أن مكث فيها ثماني أعوام، بسبب اعتقاله تارة عند السلطة وأخرى عند الاحتلال الإسرائيلي.

وتلفت إلى أن جهاز المخابرات التابع للسلطة في رام الله اعتقل نجلها "عبد الرحمن" في تشرين الآخر (نوفمبر) الماضي، خلال عمله في محطة وقود دون سابق إنذار، لافتة إلى أنه وقتها اعتدي عليه بالضرب المبرح في مختلف أماكن جسده، ما أحدث كسرًا في كتفه.

وتبين أن التهمة التي وجهتها مخابرات السلطة لنجلها "عبد الرحمن" هي دعم ما وصفتها بـ"جمعيات غير مشروعة"، في محاولة منها لإجباره على الاعتراف بتهم لم يرتكبها، وبعد سبعة أيام من الاعتقال أطلق سراحه ليكمل مسيرته التعليمية.

وتؤكد أن ابنها عذب "تعذيبًا وحشيًّا" في زنازين المخابرات خلال مدة اعتقاله، مشيرة إلى أنه يعاني آلامًا شديدة في الظهر (ديسك) بسبب "الشبح" أكثر من مرة مددًا طويلة.

وتلفت الأم إلى أن عائلتها تفاجأت قبل أيام بأمر استدعاء نجلها لمقابلة جهاز الأمن الوقائي مع الامتحانات النهائية، مشيرة إلى أنهم أطلعوا السلطة على ضرورة تأجيل المقابلة إلى ما بعد الامتحانات، لكن الأمن الوقائي رفض التعاطي، وأصر على المقابلة بهذا الوقت.

وتخشى العائلة -وفق حديثها إلى صحيفة "فلسطين"- أن تعتقل أجهزة أمن السلطة أو الاحتلال نجلها مجددًا، ولم يتبق سوى أيام لتخرجه في الجامعة، بعد أن مكث فيها ثمانية أعوام بسبب الاعتقال الذي تناوبت عليه السلطة والاحتلال الإسرائيلي.

من جهتها تؤكد الناشطة في الدفاع عن المعتقلين السياسيين سهى جبارة، أن أجهزة أمن السلطة تتعمد اعتقال طلبة الجامعات -خاصة المنتمين للكتلة الإسلامية- في أيام الامتحانات، في محاولة منها للقضاء على مسيرتهم التعليمية.

وتقول جبارة لصحيفة "فلسطين": "إن أجهزة أمن السلطة تمارس الضرب والتنكيل بالمعتقلين منذ اللحظة الأولى لاعتقالهم حتى وصولهم إلى مركز التحقيق، لتستحدث أساليب جديدة في التحقيق كالضرب المبرح والشبح ساعات طويلة وغيرهما".

وتبين أن المعتقلين محرمون جميع حقوقهم كاقتناء أغطية أو ملابس شتوية أو فرشات مناسبة خلال اعتقالهم، ويمدد اعتقالهم أيامًا بقرار من النيابة، بناء على طلب من الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة، مؤكدة أن نحو 98% من المعتقلين لا يخضعون لجلسات محاكمة، ويبتزون باستمرار.

وتذكر أن قرار اعتقال الطلبة أو تمديده تصدره النيابة بناء على طلب أجهزة أمن السلطة، لافتة إلى أن ذوي الطلبة المعتقلين يخضعون للابتزاز المالي مقابل إطلاق سراحهم.

وتجدر الإشارة إلى توثيق قيام أجهزة أمن السلطة بـ424 انتهاكًا بحق طلبة الجامعات في الضفة الغربية خلال العام المنصرم، وأن جامعة بير زيت حلت ثانيةً في عدد الانتهاكات التي طالت طلبتها بواقع 93 انتهاكًا.

وتنفذ أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية اعتقالات واستدعاءات يومية تطال العشرات من المواطنين والطلبة، على خلفية انتماءاتهم السياسية؛ وفق تأكيدات مراقبين.