فلسطين أون لاين

آخر ما يتمناه نتنياهو الدخول في مواجهة مع ترامب!

تتزايد التوقعات الإسرائيلية بأن تعلن الإدارة الأمريكية عن صفقة القرن قبيل الانتخابات الإسرائيلية في آذار/ مارس القادم، رغم أنها ليست بالضرورة ستكون طوق النجاة لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة مما هو فيه من أزمات شخصية، ربما تشمل هذه الصفقة تقديم تنازلات إسرائيلية، أيا كانت.

المستجد في إعلان الصفقة، فيما لو تم فعلا، أن موافقة نتنياهو المفترضة عليها ستظهره ناكثا بوعوده أمام جمهور ناخبيه من اليمين، وسيزيد من قوة اليمين المتطرف على حساب حزب الليكود، ويجعل نتنياهو في مواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

بالمناسبة سبق لخصم نتنياهو، زعيم حزب أزرق أبيض، بيني غانتس، اعتباره أن الإعلان عن الصفقة قبيل الانتخابات سيكون تدخلا فظا في شأن إسرائيلي داخلي، بل إنه يعتقد وجود تنسيق بين نتنياهو وترامب، ولعل الأخير أعطى صديقه ضوءا أخضر بإعلان ضم غور الأردن، والتجمعات الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربية.

من الواضح أننا نتكلم عن أسابيع قليلة قبيل ذهاب الإسرائيليين لصناديق الاقتراع، وهنا يمكن الافتراض بأن إعلان الصفقة لن يقدم لنتنياهو الطموح الذي يسعى لتحقيقه، بالحصول على أغلبية برلمانية فشل في تحصيلها في جولتي الانتخابات السابقتين في أبريل وسبتمبر 2019.

ترامب سيعرض صفقته التي لا تشمل إقامة دولة فلسطينية، ولا تقسيما للقدس، ولا إخلاء للمستوطنات في الضفة الغربية، ولا عودة للاجئ فلسطيني واحد، ولا عودة لحدود عام 1967، ما يجعل نتنياهو يرى فيها أساسا مقبولا لمفاوضات جدية، وفي ظل القطيعة مع السلطة الفلسطينية، فقد يمنح ترامب نتنياهو فرصة ضم كل ما يشاء.

هذه البنود المتوقعة في صفقة القرن قد تجعل الجمهور اليميني الإسرائيلي يعجب بكلام "الساحر" نتنياهو، ويسارع إلى صناديق الاقتراع، ومنحه أربع سنوات جديدة في مكتب رئاسة الحكومة، رغم لائحة الاتهام الموجهة ضده، وفضائح الفساد والرشوة والاحتيال، وفي هذه الحالة يمكن لنتنياهو أن يقود معسكر اليمين الذي وحّد أحزابه ضمن قائمة واحدة.

ولكن يمكن الاستدراك هنا بوجود شكوك في الافتراض بأن ترامب سيقوم بذلك، لأن القناعة السائدة أنه في حال أعلن الصفقة في الدقيقة التسعين قبيل أيام قليلة من تصويت الإسرائيليين، أنها ستشمل تنازلا إسرائيليا عن بعض الأراضي الفلسطينية، وفي هذه الحالة فإن أحزاب اليمين ستهاجم ترامب، لأنه يطلب من (إسرائيل) تقسيم الأراضي الفلسطينية.

في هذه الحالة قد نشهد تناميا لمعسكر اليمين المتطرف على حساب حزب الليكود، وفي هذه النقطة بالذات سيجد نتنياهو صعوبة في الموافقة على الصفقة، علانية على الأقل، وهو ما يجعله يصل إلى مرحلة لا يريدها، وتتمثل بمواجهة مع ترامب.