دعا وزير جيش الاحتلال نفتالي بينيت الحكومة الإسرائيلية للتصويت يوم الأحد على تطبيق السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، كمقدمة للسيطرة على كل مناطق الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن تلك الخطوة تأخرت عشرات السنين، وأن (إسرائيل) تخوض معركتها على أرضها وأن المعركة لا تجرى في الأمم المتحدة.
من الواضح أن المحتل الاسرائيلي يخوض معركة شرسة لبسط سيطرته على كل شبر في الضفة الغربية والقدس، لم يعد على الجانب الاسرائيلي من يؤمن بحل الدولتين، ولا بالشراكة مع السلطة الفلسطينية. الظروف الراهنة تشجع دولة الاحتلال على توسيع كيانها وتثبيته على كامل التراب الفلسطيني ما عدا قطاع غزة الذي تسيطر عليه المقاومة الفلسطينية ولا تترك للمحتل مجرد التفكير في اعادة احتلاله. عندما نتحدث عن الظروف الراهنة فإننا نقصد بذلك وقبل كل شيء تواطؤ دول عربية مع الاحتلال الاسرائيلي وعلى رأسها دولة الامارات التي تقود أكبر عملية تطبيع في تاريخ القضية الفلسطينية، وكذلك الدعم اللامتناهي الذي تقدمه الادارة الامريكية للكيان الاسرائيلي الغاصب، وإلى جانب ذلك الموقف الاوروبي المنقسم بين داعم قوي للمحتل الإسرائيلي وبين متخاذل يلعب دور الصديق للشعب الفلسطيني ولكنه يحاول تدمير المجتمع الفلسطيني من الداخل بفرض سياسات وشروط تخدم في النهاية الاحتلال الإسرائيلي.
فلسطين هي أرض المعركة وليست الامم المتحدة، هذا ما يجب أن يتبناه صاحب الحق الفلسطيني وليس المحتل الغاصب، ولا بد للقيادة الفلسطينية أن تعي جيدا أن كل ما تنجزه في الأمم المتحدة مجرد سراب ومضيعة للوقت، ولا أدعي ذلك لأن السلطة ذاتها هي التي تزودنا بين الحين والأخر بعدد القرارات التي اتخذت لصالح القضية ثم وضعت جانبا وكأنها ألقيت في سلة مهملات ولم يطبق منها أي قرار، أليست هذه جملة مشهورة نسمعها من القيادة الفلسطينية؟ اذاً لماذا نضيع الوقت في استصدار القرارات، ونضيع الوقت في كسب اعتراف الدول بفلسطين طالما لا يحدث ذلك أي تغيير على أرض الواقع وارض المعركة التي هي فلسطين؟ أرى أنه آن الأوان لتصحيح البوصلة الوطنية والتركيز على صراعنا مع المحتل والكف عن المحاولات العبثية في تحويل صراعنا مع الاحتلال إلى مناكفات داخلية، والأهم من كل ذلك التوقف عن اختلاق الانتصارات الوهمية وملاحقة السراب.