فلسطين أون لاين

ترقب إسرائيلي لإعلان صفقة القرن قبل انتخابات مارس

يترقب الإسرائيليون التوجه الأمريكي الذي أعلن عنه في الأيام الأخيرة بشأن قرب إعلان صفقة القرن قبيل الانتخابات الإسرائيلية الثالثة المقررة في مارس، وسط توقعات إسرائيلية بأن ترامب ينوي مرة جديدة مساعدة نتنياهو لإنجاحه بالانتخابات.

لا يتوقع أن يرحب خصوم نتنياهو في الحلبة السياسية الإسرائيلية بهذه الخطوة الأمريكية المتوقعة، على اعتبار أنهن يبدو تدخلًا أمريكيًّا في شأن إسرائيلي داخلي، ما دفع بزعيم حزب أزرق-أبيض الجنرال بيني غانتس لإرسال رسالة واضحة للأمريكان تشمل تحذيرًا بعدم الإعلان عن أي خطة قبل الانتخابات الإسرائيلية، وتحدثت أوساطه أن تحذيره كفيل بإرسال الرسالة المطلوبة للإدارة الأمريكية، ويهدئ من روعها بعدم التسرع لإعلان الصفقة.

في الوقت ذاته، هناك شكوك بأن غانتس ينوي الدخول في مواجهة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال أعلن الصفقة، لا سيما عشية الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، لذلك يكتفي أزرق-أبيض إجراء المشاورات السرية مع الإدارة الأمريكية لإرجاء إعلان الصفقة.

وبينما أصدر غانتس في بداية الأمر نوعًا من الانتقاد لإدارة ترامب، قرر في وقت لاحق التوقف عن إصدار الانتقادات، والاكتفاء بمباحثات من وراء الكواليس، وبقيت المعارضة الحادة له داخل غرف مغلقة، لأن آخر أمر يريده غانتس ورفاقه بقيادة الحزب هو الدخول بمواجهة مع ترامب وفريقه.

أي هجوم من غانتس على ترامب، سيعمل على التقريب أكثر بين الأخير ونتنياهو، ولذلك يكتفي حزب بالإعراب عن أمله بأن تتصرف الإدارة الأمريكية بالصورة الصحيحة، دون إضافات وتفاصيل، وفي حال أصر ترامب على عرض الصفقة، فإن أزرق-أبيض قد يقدم خطته البديلة للتسوية مع الفلسطينيين.

بعد مرور وقت قصير على تحذيرات غانتس، تبين أن الأمريكان لم يبدوا اهتمامًا بكلامه، وأرسلوا مبعوثهم الجديد إلى إسرائيل آفي باركوفيتش، وعقد لقاءات مع نتنياهو لإحداث التغييرات النهائية للصفقة، وكذلك التقى مع غانتس الذي عبر عن معارضته لأي إعلان للصفقة قبل الانتخابات الإسرائيلية.

في حين أن مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوفريان قال: إن الصفقة قد يعلنها ترامب قبل الانتخابات الإسرائيلية، بزعم أنها ليست مرتبطة بالأزمة السياسية الإسرائيلية، ولم يبد تأثرًا بمعارضة غانتس للخطوة الأمريكية المتوقعة، لأن ترامب يريد حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يكون نهائيًّا وطويلًا ومستقرًّا، وفق المزاعم الأمريكية.

تعتقد واشنطن أنها ليست مرتبطة بأزمات سياسية إسرائيلية داخلية، وليست رهينة بجداول انتخابية إسرائيلية، رغم التقدير الإسرائيلي السائد بأن الإعلان الأمريكي للصفقة في هذه المرحلة الحساسة الحرجة، غرضها الأساسي إنقاذ نتنياهو من الأزمات التي يعيشها، ومنحه فرصة البقاء من جديد كما يتمنى.