فلسطين أون لاين

عزام والكلام الصريح

قال السيد عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي المنتخب أن وجود السلطة الفلسطينية في ظل الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة، أصبح في مهب الريح وأكد ضرورة أن تكون هناك قرارات نهائية وواضحة من جانب القيادة الفلسطينية موضحًا أنه "منذ سنوات وأشهر كل أسبوع نسمع أن الإسرائيليين ضموا أراضي وبنوا مستوطنات وأنهم يبتلعون الأرض أمام أعيننا، وينهون حقوق الشعب الفلسطيني، وينهون مسيرة التسوية.

هذه هي المرة الأولى -حسب ما أذكر- التي يقول فيها الأخ عزام الأحمد كلامًا مفيدًا، فيصف جانبًا من جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وصفًا قريبًا. الاحتلال الإسرائيلي يبتلع الأراضي الفلسطينية ويزرع الضفة الغربية بالمستوطنات على مدار الساعة، والسلطة لا حول لها ولا قوة، أو هي في مهب الريح كما قال الأحمد.

دولة الاحتلال إسرائيل قررت ضم مناطق "سي" إلى إدارتها ناسفة بذلك اتفاقية أوسلو، وكخطوة عملية قررت أيضًا اعتبار 7 مناطق في الضفة الغربية كمحميات طبيعية، أي أن الضفة سيتم تمزيقها بين مستوطنات ومعسكرات جيش وشوارع التفافية للمستوطنين ومحميات طبيعية وبذلك لن يكون هناك أي إمكانية لإقامة كيان فلسطيني، وقد يستعاض عن دولة فلسطينية في حدود 67 حسب اتفاقية أوسلو بحكم محلي، السلطة العليا فيه لرئيس البلدية دون وجود لسلطة أو حكومة أو وزارات أو مؤسسات حكومية لا من حيث الشكل ولا المضمون.

السلطة الوطنية الفلسطينية هددت بقطع كل العلاقات مع الكيان الإسرائيلي ومن ضمن ذلك التنسيق الأمني، وقد مضت مدة طويلة على هذه التهديدات دون تنفيذ أو إرهاصات للتنفيذ، ولذلك تغولت "إسرائيل" عندما اكتشفت أن السلطة غير جادة وغير قادرة على اتخاذ قرارات مفصلية من شأنها تهديد عملية السلام، أو حتى العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية الحساسة، وقد تقدم دولة الاحتلال في المستقبل القريب على اتخاذ قرارات أكثر جرأة وأكثر سوءًا، ولذلك لا بد للسلطة أن تفيق من غفلتها وتنفذ تهديداتها حتى تكبح سعار الاحتلال والمستوطنين، لأنها إذا لم تفعل ذلك ستنتهي وتنتهي معها منظمة التحرير الفلسطينية إلى الأبد، أما الضفة الغربية فلن تظل مستباحة كما يعتقد المحتل الإسرائيلي وسيجد من يوقظه من أحلامه وينغض عيشه ثم يهدم كيانه.