فلسطين أون لاين

استخلاصات فلسطينية من عمل الإعلام الحربي الإسرائيلي

تخوض إسرائيل في السنوات الأخيرة عهدا جديدا من حروب الإعلام والشبكات العنكبوتية، التي يكمن دورها الكبير في التأثير على الفلسطينيين، وبدا واضحا أنه في العقد الأخير، لاسيما بعد العدوان الأخير على غزة خلال صيف 2014، خاضت إسرائيل مع المقاومة مواجهة من نوع جديد، أقل من حرب حركية، وأكثر من حرب عملياتية واستخبارية سرية، كما يصفها الجنرالات الإسرائيليون.

ونفذت إسرائيل في السنوات الأخيرة العديد من المعارك بين الحروب في عدة جبهات، وبالتزامن معها استخدمت سلسلة من الأدوات، بعضها علنية والأخرى سرية، بما فيها تكثيف نشاط مكتب الناطق العسكري كجهاز إعلامي للجيش، وجاء القرار بتوسيع رقعة عمله من إصدار البيانات العسكرية فقط إلى محاولة التأثير في جبهة الفلسطينيين.

هذه القفزة في عمل مكتب الناطق العسكري لم تكن اختيارية أو طوعية، بل مسألة اضطرارية حتمية، وجاء هذا الجهد بتوصية قائدي الجيش، السابق غادي آيزنكوت والحالي افيف كوخافي، بسبب الحاجة العملياتية له، وكذلك بسبب نشاط الفلسطينيين في شبكات الانترنيت.

في هذه المرحلة، طرحت على الإسرائيليين أسئلة كثيرة حول مهمة الناطق العسكري بمثل هذه الظروف، مع أنها مرحلة كانت مثالية لاستخدام أدوات ووسائل تأثيرية في الرأي العام والإعلام والدعاية من أجل خدمة العمليات الميدانية، وفي ذات السياق ظهر أداء متزايد لشبكات التواصل الاجتماعي، كماً ونوعاً، مما أدى لحصول تغير في النظرة العسكرية.

وقد بات مطلوبا فلسطينيا الشروع بالحرب بالتزامن مع استعداد هذه الأدوات، وجاهزيتها، لإحداث التأثير على الجبهة الإسرائيلية الداخلية، وباستخدام الآيباد والهاتف والحاسوب، وباتت الأدوات المؤثرة برسائلنا الإعلامية هي جمع الإعجابات على المنشورات، ومشاركاتها، والتصريحات، حيث يستغل الإسرائيليون هذه المساحة في السنوات الماضية.

من الأهمية بمكان أن يخوض الفلسطينيون حروبهم للتأثير على الرأي العام الإسرائيلي وعلى صناع القرار في الجانب الآخر من المعركة، لأن حربا أخرى تحصل على شبكة الانترنيت، وفي هذه الحرب ينشط الإسرائيليون بقوة، من أجل ذلك يتم تفعيل عمل أفيخاي أدرعي وأوفير جندلمان الناطقين الإسرائيليين باللغة العربية.

وبتنا نرى المتحدثين الإسرائيليين لا يترددون بالتعليق على منشوراتنا بشبكات التواصل، لأنهم معنيون بحضور روايتهم على منصاتنا، لأن الطرفين، المقاومة والاحتلال، لا يخوضان حربا عملياتية على أرض الواقع فقط، بل هذا وقت الإعلام والدعاية، فإذا حانت ساعة الحرب، والكل مشغول بالتفجيرات، يخوض الإعلاميون حربهم خلف شاشات الكمبيوتر.

ولأن "الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق الناس بها"، فمن الأهمية بمكان أن يستخلص الفلسطينيون الدروس المستفادة من التجربة الإسرائيلية في الإعلام الحربي أو العسكري، بدلا من العمل من نقطة الصفر، وخوض معركتنا الإعلامية بذات الأدوات الإسرائيلية، إن تمكنا من ذلك!

المصدر / فلسطين أون لاين