فلسطين أون لاين

فقراء منسيون

كلما اشتد المطر والبرد تذكرت أهلنا في قطاع غزة، فالحياة في غزة صعبة وإن لم يكن هناك منخفضات جوية وطقس بارد، فما بالنا عندما يجتمع البرد والجوع والمرض؟ الأموال التي تأتي من الخارج  شحيحة ولا تغطي إلا الشيء اليسير من احتياجات الناس، وما زال البعض يستكثر على غزة تلك الأموال بحجة أنها "مسيسة" وتستهدف المشروع الوطني وأنها ستؤدي في النهاية الى فصل غزة عن الضفة الغربية، ولا بد لهؤلاء أن يخجلوا من سياسة تضييق الضيق وكتم الانفاس.

قال لي أكثر من صديق إن هناك فئة من الناس لا تصلها المساعدات، فئة لا علاقة لها بالأحزاب والفصائل الفلسطينية، وهي فئة منسية ومهمشة ولا أحد يأبه لها، وهناك مبادرة على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى مساعدة تلك الفئة، أي أن المبادرة تؤكد أن هذا الكلام موجود، ولكن لا نعرف ما مدى دقته. أنا شخصيا أتوقع وجود عائلات لا تتلقى كغيرها المساعدات، ولكن ليس بسبب الانتماء السياسي، فقد تكون تلك العائلات مؤيدة لحماس أو لفتح أو لأي فصيل ولكن لا تتلقى مثل ما تتلقى عائلات أخرى، لأن كميات الدعم قليلة ولا تكفي للجميع، ولا أستبعد أن يكون هناك دور ل"المعارف والواسطات"، فغزة ليست المدينة الفاضلة ويحدث فيها "بعض" الظلم.

ختاما أناشد أصحاب القرار ومن يتولى ادارة شؤون الناس في غزة النظر في هذه القضية بجدية، لا بد أن تكون هناك لجان متخصصة بعيدة عن الحزبية للنظر في حاجات الناس ومن لهم حق الأولوية حتى يتوزع القليل الذي يصل غزة بعدل وشفافية.. أعلم أنه لو حدث ذلك سيظل هناك من يشكي ويبكي ،ولكن المطلوب هو أداء الواجب على أكمل وجه وبالقدر المستطاع ارضاء لله عز وجل أما إرضاء الناس فهي غاية لا تدرك.