تتطلع أنظار الناس إلى ما سيحمله عام 2020 على صعيدهم الشخصي والعام، وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات وداع 2019 الذي يكنّ له البعض "التقدير" على أحداث إيجابية تخللته، وآخرون يحملون عليه لأسباب خاصة بهم، في منشوراتٍ يخيل لك أنك تسمع عبرها طبول الفرح.
لكن هل العام كفترة زمنية هو المسؤول عن ما نعيشه من أحداث؟ أم أنه مجرد فواصل زمنية كمنبهٍ يوقظنا إلى أن العمر يهرول، وعلينا أن نبادر نحن للتغيير؟
يشدني دوما قول الله سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" (الرعد:11)، ويدفعني إلى فهم أكبر لحقيقة أن الإنسان، يجب أن يستخدم ما آتاه الله من قدراتٍ في مقدمتها العقل، لتحقيق آماله وأهدافه، متوكلا على خالقه.
وهنا يستوقفني مصطلح الأهداف، أي أن كل إنسان يجب أن تكون له غاية تتفرغ منها أهداف، ويستخدم لتحقيقها الوسائل المناسبة، ويعتمد في ذلك على مرحلته العمرية، في تحديد الأولويات: التعلم والدراسة، الإنجاز العلمي، الزواج، السفر.. وغيرها.
ويرتبط بذلك ضرورة أن يدرك الإنسان، أنه سيواجه في طريقه نحو تحقيق الأهداف، صعوبات لأنه كما يقال: الطرق السهلة لا تؤدي غالبا إلى نتيجة، أو أنها تؤدي إلى مكان يزدحم بمن لا أهداف لهم.
ومع الأخذ بالأسباب، يكون التوكل على الله، أي الإيمان بأن التوفيق هو من الله، وما سيتحقق يجب أن يبني عليه الإنسان، وينظر إليه بعين إيجابية.
وتكون حينئذٍ نهاية عام وبداية آخر فرصة للتقييم والتقويم، لاسيما أن وضع رؤية للحياة تتطلب حدودا زمنية.
وكلما حقق الإنسان ذلك، وبنى رؤاه على أنه في مهمة عظيمة في هذا الكون تتمثل بأنه مكلف بإعمار الأرض في سبيل الله، وأنه راجعٌ يوما إلى الله، وتكاتف مع إخوانه لتحقيق أهدافه النبيلة، فإنه سيشعر بمزيد من قيمة الزمن، وسيتذوق كل أنواع الفرح!
ويعلمنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أن نتفاءل، بقوله: "تفاءلوا بالخير تجدوه".