فلسطين أون لاين

تباين إسرائيلي بين "التسوية أو التهدئة" مع حماس في غزة

يواصل الإسرائيليون انشغالهم بالحديث عن مداولات التهدئة المتوقعة مع حماس في غزة، وسط ترجيح لأن تكون الجهود المصرية تبحث عن تثبيت التهدئة، وليس التوصل إلى تسوية مع الحركة في قطاع غزة.

في ضوء المتاح من المعلومات الإسرائيلية الشحيحة عن هذه المسألة التي يدور حولها شكوك كبيرة، فإن مائير بن شبات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي قدم للحكومة خلال اجتماع مجلسها المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، آخر التطورات بشأن التهدئة المأمولة مع حماس، دون ظهور معارضة وزارية لحديثه، وفي الوقت ذاته لم يجر تصويت عليه، فقد وافق الوزراء على استكمال المباحثات في موعد لاحق.

تزعم الحكومة الإسرائيلية أننا أمام خطوات لتحسين ظروف الحياة في غزة، دون الحديث بشأن منفذ مائي ولا صفقة تبادل أسرى، وهذه الجهود التي تقودها مصر لا تتحدث عن تسوية بعيدة المدى، وإنما تهدئة مؤقتة.

في الوقت ذاته، يتحدث الإسرائيليون عن وجود ما أسموه خطة بديلة في حال إخفاق جهود التهدئة مع حماس، مفادها أن أي فشل بهذه الجهود، أو انهيارها، سيؤدي بالضرورة لمعركة عسكرية واسعة في القطاع خلال الفترة القادمة.

بغض النظر عن مدى دقة هذه التقارير الإسرائيلية حول جهود التهدئة مع حماس، وسط نفي الأخيرة، فإن إسرائيل، وفق التقدير الإسرائيلي لديها فرصة تاريخية لتحقيق التسوية مع حماس، مقابل تحسين الظروف المعيشية في القطاع، على اعتبار أن كل المنخرطين في اتفاق التهدئة الجاري إنضاجه يدركون أن هذه الجهود، رغم تقدمها، فإنها ستفرز اتفاقا هشا قابلا للانفجار.

ولذلك توجد محاولات لتثبيت أي اتفاق قد يتحقق، سيمنح إسرائيل فرصة إرجاء المواجهة القادمة في القطاع، والانتباه أكثر للتهديدات القادمة من الجبهة الشمالية من سوريا ولبنان، وكذلك من مناطق أبعد في إيران والعراق، وهذه المعطيات ستساعد إسرائيل بإتمام مشروعها الاستراتيجي الخاص بإقامة العائق المادي التحت أرضي ضد أنفاق حماس، وإقامة الجدار الجديد لمنع عمليات التسلل من المناطق الحدودية لقطاع غزة.

لكن تساؤلا كبيرا أمام إبرام أي تسوية أو تهدئة أمام حماس وإسرائيل، يتعلق بالإطار الاستراتيجي لها، فهل سيعطي المستوى السياسي الإسرائيلي موافقته على هذه الجهود انطلاقا من نقطة ضعف أو مركز قوة؟ وما التبعات المتوقعة لهذا الاتفاق على استمرار التعاظم العسكري لحماس في غزة؟

أما السؤال الأهم فهو هل تعتبر حماس هذا الاتفاق فرصة للتقدم أكثر باتجاه تسوية بعيدة المدى مع إسرائيل، أم باعتباره استراحة محارب استعدادا لحرب قادمة؟ فضلا عن ذلك، ماذا بشأن مصير الأسرى والمفقودين الإسرائيليين في غزة؟ ولماذا لا يبدو هذا الملف مطروحا على الطاولة؟ وكل ذلك يؤكد أن الإجابة المفقودة عن كل هذه التساؤلات المعقدة تحمل دلالات استراتيجية بعيدة المدى.