فلسطين أون لاين

هدم واعتقالات واقتحامات

القدس في 2019.. الحصاد الأقسى

...
القدس المحتلة-غزة/ أحمد المصري:

تودع "زهرة المدائن" المحتلة سنة 2019، ولم تحمل في أيامها وشهورها الوقائع والأحداث المتراكمة والمتصاعدة التي مرت على خلال 12 شهرًا الماضية، معها إلا المزيد من الويلات على المقدسيين، الذين عانوا أخطر مخططات الاحتلال التي تستهدف وجودهم ومكانة مدينتهم المقدسة.

مخططاتٌ لتغيير وجه المدينة العربي الخالص، وقتل وتهجير واستيطان وتدنيس وسرقة واعتداءات وتهويد، عناوين متفرقة كانت طوال 2019، غلفتها دولة الاحتلال منذ يومه الأول حتى الأيام الأخيرة باعتداءات وحشية وممنهجة ضد سكان المدينة ومقدساتها.

في تقرير لها تستذكر صحيفة "فلسطين" أبرز محطات العام، في سطور تشير فيها إلى ما جرى من أحداث ومفاصل مهمة، على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي، مع الآمال في أن يحمل العام الجديد 2020، الأفضل على كل المستويات.

حمل يناير/ كانون الثاني 2019، اقتحام المسجد الأقصى المبارك بأكثر من 2260 مستوطن من بينهم "يهودا غليك الذي أدى مراسم تلمودية على الهواء مباشرة لإعلان مراسم زفاف نجله.

باب الرحمة

وفي الشهر ذاته اعتقل الاحتلال أكثر من 100 مقدسي، وهدم أكثر من 7 منشآت سكنية وزراعية ومحال تجارية، وابعد الاحتلال أكثر من 17 مواطنًا عن مدينة القدس والمسجد الأقصى، وصادق على مشروع إقامة "تلفريك" بطول (1400م)، بمحطتين واحدة غرب الأقصى، وأخرى عند حائط البراق، وصدَّقت على بناء (296) وحدة سكنية في مستوطنة "بسغات زئيف".

وفي فبراير من العام ذاته، تكمن مقدسيون من فتح باب الرحمة وهو أحد أبواب المسجد الأقصى، وأداء صلاة الجمعة في المصلى الموجود بجواره، لأول مرة منذ 16 عاما، حيث أغلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي في عام 2003 ضمن محاولاتها للسيطرة عليه وفرض التقسيم المكاني بالأقصى، وقد حاولت مِرارًا إغلاق أبوابه بالسلاسل الحديدية إلا أنها فشلت في ذلك.

أما في مارس/آذار فأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أنها بدأت تطبيق قرارها القاضي بدمج القنصلية الأمريكية في القدس التي تخدم الفلسطينيين، مع السفارة الأمريكية الجديدة التي افتتحت في 14 مايو/أيار 2018.

وفي مايو/ أيار 2019، تكثفت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، حيث اقتحمه أكثر من 1500 مستوطن، ومنعت قوات الاحتلال بالقوة الاعتكاف داخل الأقصى بعد صلاة التراويح، واعتدت على المصلين بالضرب وأخرجتهم من باحات المسجد.

وفي الشهر ذاته صدَّقت بلدية احتلال القدس على بناء 706 وحدة استيطانية في الحي الاستيطاني "جفعات مشفآة"، وبناء 235 وحدة استيطانية في مستوطنة "النبي يعقوب، ونشرت مناقصات لبناء 805 وحدات سكنية في مستوطنتي "راموت" وبسغات زئيف".

أما في يونيو/ حزيران استشهد مقدسيان، واعتقل الاحتلال 95 مقدسيا، وهدمت أكثر من 12 منشأة سكنية وزراعية وتجارية، وأبعدت أكثر من 12 مواطنا من المدينة والمسجد الأقصى، وصدقت على إطلاق أسماء حاخامات على شوارع في بلدة سلوان الملاصقة لأسوار البلدة القديمة من لجهة الجنوبية الشرقية للقدس.

نفق تهويدي

وفي 30 من الشهر نفسه افتتح الاحتلال الإسرائيلي برعاية السفير الأمريكي ديفيد فريدمان الشقّ الأول من نفق تهويدي "طريق الحجّاج" الذي يمتدّ على طول 300 متر وعرض 7 أمتار، من عين سلوان جنوب الأقصى إلى منتصف طريق وادي حلوة، وتحديدًا تحت ملعب وادي حلوة.

وصدقت بلدية احتلال القدس على إقامة خط للقطار الخفيف الذي يبدأ من بلدة صور باهر جنوبي القدس حتى حاجز قلنديا بتكلفة إجمالية تقدر بـ30 مليون شيقل.

وفي الأول من يوليو/ تموز اقتحم أكثر من 2450 مستوطن الأقصى، بينهم وزير الزراعة أوري اريئيل، وقامت قوات الاحتلال بعد مطالبات يهودية بتفريغ محتويات باب الرحمة، وسرقة خزانة الأحذية.

وفي أيام الشهر وأسابيعه هدمت سلطات الاحتلال 19 منشأة سكنية وزراعية وتجارية في أحياء متفرقة من مدينة القدس، وأبعدت 15 مواطنا مقدسيا عن المدينة والأقصى وصدقت على خطة لبناء 2360 وحدة استيطانية جديدة في المدينة.

وفي أغسطس/ آب، استشهد الفتى نسيم مكافح أبو رومي (14 عاما) من بلدة أبو ديس بالقدس بعد إطلاق النار عليه عند باب السلسلة، في حين اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 165 مقدسيا، وهدمت أكثر من 8 منشآت.

وفي سبتمبر/ أيلول وإلى جانب انتهاكات الاعتقالات والهدم والإبعاد، صدقت بلدية القدس على مخطط لإقامة تلفريك حائط البراق والمكون من ثلاثة مقاطع الأول غرب بلدة الثوري، والثاني شمال غرب بلدة سلوان، والثالث يصل إلى المركز السياسي قرب كنيسة الجسمانية.

أما في أكتوبر/ تشرين الأول، فوصل أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك إلى 6340 مستوطنًا، وبلغ عدد المبعدين عن المسجد الأقصى المبارك قرابة 26 قرار إبعاد عن الأقصى ، وسجل قرابة 188 حالة اعتقال من مدينة القدس، كما هدمت قوات الاحتلال 17 منشأة فلسطينية في مدينة القدس.

جرافات الاحتلال

وقامت جرافات الاحتلال بهدم مبنى مكون من طابقين سكنيين في محيط الحاجز العسكري "قلنديا" شمال القدس، كما أقدم المواطن سلطان بشير على هدم منزله بيده، بعد قرار من بلدية الاحتلال.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني، واصل المستوطنون المتطرفون يترأسهم المتطرفان "جليك" و"أوري أرئيل" وموظفو سلطة الآثار اقتحاماتهم للمسجد المبارك في إطار فرض التقسيم المكاني والزماني على المسجد.

كما صدقت ما تسمى "الهيئة الوزارية لشؤون السكن" الاحتلالية، على خطة "القطار الهوائي" الذي يربط جبل الزيتون بحائط البراق، وقدَّم الرئيس السابق لبلدية الاحتلال في القدس، نير بركات، مشروع قانون يحظر نشاط وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في المدينة.

ودهمت قوات الاحتلال عددًا من المؤسسات الوطنية العاملة في القدس، وصادرت منها أجهزة حواسيب ووثائق وملفات؛ وأغلقتها وعلّقت على أبوابها نص قرار الإغلاق الموقع من وزير الأمن الداخلي "غلعاد إردان".

الأصعب والأقسى

ويعلق رئيس الهيئة الاسلامية العليا بالقدس عكرمة صبري، على أحداث العام وما تخللها تجاه مدينة القدس، بتأكيده أنها تكاد أن تكون "الأصعب والأقسى"، وذلك بما عمل الاحتلال الإسرائيلي خلالها من تغيير حقيقي لوجه المدينة العربي، وفرض وقائع مزورة.

ويشير صبري لـ"فلسطين"، إلى أن وتيرة الاقتحامات وهدم المنازل والهدم الذاتي والاعتقالات والإبعاد عن المدينة وعن المسجد الأقصى كانت متصاعدة، في حين لم تسلم المؤسسات الدينية والوطنية والأهلية ولا الشخصيات الدينية من بطش الاحتلال واعتدائه وقراراته الظالمة.

ويرجح إمكانية أن يستخدم الاحتلال في العام المقبل 2020 أدوات ووسائل أكثر بطشا وحدة مع السكان المقدسيين، بما يصل في نهاية المطاف تقليص أعداد المقدسيين، ودفعهم للهجرة، وعزل المدينة تماما عن محيطها، وهو ما يتطلب دعمهم وإسنادهم في وجه مخططات الاحتلال.