فلسطين أون لاين

نتنياهو يسعى لتثبيت زعامة الليكود بعد الهزات الأخيرة

يشهد حزب الليكود في الساعات القادمة إجراء انتخابات داخلية تمهيدا للقائمة الحزبية التي ستخوض الانتخابات البرلمانية الثالثة في مارس، حيث تحتدم المنافسة بين زعيم الحزب الحالي بنيامين نتنياهو، والطامح لخلافته غدعون ساعر.

تبدو فرص فوز نتنياهو بتجديد زعامته لليكود مؤكدة، وإن تركزت التباينات بالنسبة التي سيحصلها، في ظل استقطابات الحزب الداخلية، بعد خروج مواقف مؤيدة ومعارضة له، مع أن دستور الليكود ينص على إجراء انتخابات لعضوية القائمة ورئاستها في كل مرّة تجري انتخابات عامة.

لكن هذه الانتخابات لم تجر في جولة سبتمبر 2019، في حين تعود آخر انتخابات لرئاسة قائمة الليكود لانتخابات الكنيست العشرين 2015، ولعل ذلك يظهر أهمية هذه الانتخابات الحالية مع ظهور منافس قوي لنتنياهو، يحاول كسر زعامته الممتدة لليكود منذ 14 عاما.

التقديرات تتجه إلى فوز متوقع جدا لنتنياهو، لكن يبقى التحدي بأن يحصل على نسبة كبيرة مصوتي الليكود، في حين يسعى ساعر لتحسين مواقعه داخل الحزب، ليس لانتخابات الغد، ولكن تحضيرا لليوم التالي لتقديم نتنياهو للمحاكمة بأي لحظة، لأنه يعلم أن فرصه بالفوز على نتنياهو ضعيفة، على الأقل حالياً.

يملك نتنياهو كل أوراق القوة للفوز بانتخابات اليوم، ولديه تأثير كبير على القاعدة الانتخابية لتثبيت موقعه القيادي، وهو ما اتضح في الأيام والساعات الأخيرة من خلال تعامله مع الدعاية الانتخابية وزياراته الميدانية المكثفة لجميع نقاط الليكود المنتشرة في إسرائيل، في حين يعلم ساعر أن حظوظه لم تكتمل بعد لإيقاع الهزيمة بنتنياهو.

ما يمنح انتخابات اليوم في الليكود أهمية استثنائية أنها المرة الأولى التي تظهر فيها مواجهة مباشرة لمن يتحدى قيادة الليكود، مع أن ساعر لا يختلف كثيرًا عن نتنياهو بمواقفهما السياسية، إن لم نقل إنه أكثر يمينية منه.

بات واضحا أن التنافس قوي بين نتنياهو وساعر، وانتخابات اليوم هي مرحلة انتقالية وصولا لتحضيرات اليوم التالي لما بعد غياب نتنياهو عن قيادة الليكود، حيث يقدم ساعر نفسه على أنه القيادي الأكثر كفاءة لخلافته، وفي حال ضمن في انتخابات اليوم تصويت ثلث مركز الليكود لصالحه، فهذا يعطيه بطاقة الأمان لقيادته المستقبلية.

ليس من المتوقع أن تنتهي المعركة الحزبية داخل الليكود بإعلان نتائج انتخاباته الداخلية مساء اليوم، لأنه حتى في حال فاز الليكود بزعامة نتنياهو في انتخابات مارس، وعدم تحصيله 61 مقعدا، حينها سيصبح تقديم نتنياهو للمحاكمة القضائية أمرا محتماً، وفي هذه الحالة ستزيد حدة المنافسة بين أقطاب الليكود لخلافته، وسيكون ساعر صاحب الحظ الأوسع، وهو يتحضر لهذه المعركة الأهم بعد محاكمة نتنياهو.