حدثني مواطن كريم عن إساءة حدثت بحقه خلال مروره عبر أحد معابر غزة من الجانب الفلسطيني، حيث شعر بالإساءة الشديدة من طريقة تعامل الموظفين معه على المعبر، لا أريد أن أقول إنه رجل ذو شأن أو له مكانة مميزة ولابد أن يحظى بمعاملة تليق به، ولكن يكفي أنه مواطن فلسطيني يمر مرورًا طبيعيًّا ولم يرتكب أي مخالفة أو جريمة ولابد أن يعامل باحترام يليق به.
بعض الموظفين في المعابر أو في المؤسسات المدنية وغير المدنية، في غزة أو الضفة الغربية يظنون أنفسهم يملكون أمر المواطن، ويحق لهم أن يصرخوا في وجهه، وأن يفعلوا ما يشاؤون في "إمبراطورياتهم" الصغيرة، والأمر ليس كذلك، وعلى كل موظف أن يفهم أن وجوده لم يكن إلا لتقديم الخدمات للمواطنين بكل احترام وأدب ومحبة أيضًا، والموظف في هذه الدائرة لابد أن يكون متلقي خدمة في دائرة أخرى، ويجب أن يحترم وأن يعامل كما يحب، وليس كما يعامل الآخرين في دائرته، إن كان من البعض المقصود في حديثنا.
المواطنون يعيشون في حالة شديدة من الضيق، ولا ينقصهم من ينغص عيشهم فضلًا عن المس بكرامتهم، أنا أدرك التحديات التي تواجه من يسير ويدير الأمور في غزة، ولكن هذا لا يمنع من وجود ضوابط تحفظ الكرامة للجميع بالقدر المستطاع، وتخفف من حالة الاحتقان الموجودة عند بعض الفئات أو المواطنين العاديين، الذي يرتكب المخالفات _للمثال لا للحصر _لابد أن يعاقب كما ينص عليه القانون، فإذا نص القانون على عقوبة مقدارها مئة شيكل؛ لا يجوز أن يدفع المواطن مئة شيكل ويتلقى الشتائم والمسبات دون مسببات، ولابد من وجود احترام متبادل بين المواطن المخالف والمواطن الذي ينفذ القانون.
ختامًا لابد من التنبيه إلى أن الحديث عن تجاوزات هنا وهناك لا يعني أن الفوضى تعم المكان، وإن ركزت في حديثي على الوضع في غزة أكثر فهذا لا يعني أن الوضع في الضفة أفضل، وفي النهاية أتمنى على أصحاب القرار الاهتمام بهذا الموضوع؛ لعل وعسى يلمس المواطنون بعض التغييرات الإيجابية.