فلسطين أون لاين

الهزات الأرضية الإسرائيلية بين "حدّ السيف" و"السراب"

في الوقت الذي يحاول فيه الإسرائيليون التعافي من ترددات الهزة الأرضية التي أصابت مخابراتهم وأجهزتهم الأمنية في الذكرى السنوية الأولى لكشف المقاومة للقوة الإسرائيلية الخاصة في خانيونس، وهي العملية التي أطلقت عليها المقاومة اسم "حد السيف"، حتى وجهت المقاومة ضربة أمنية جديدة أطلقت عليها "السراب".

في الوقت الذي حصلت فيه "حد السيف" أواخر 2018، فإن "السراب" تعود لمرحلة 2016-2018، مما يعني أننا أمام صراع أدمغة يجري خلف الكواليس، بعيدا عن الإعلام، لا نرى منه إلا قمة جبل الجليد، ليس أكثر!

 تثبت "حد السيف" و"السراب"، أن المقاومة الفلسطينية في غزة تحديدًا تواصل تحديها للمخابرات الإسرائيلية؛ من خلال خوضها حربًا نفسية سيكولوجية ضدها، من خلال إظهار حالة الفوضى التي تعيشها عقب الفشل الأمني الذي وقعت فيه قوتها الخاصة في مدينة خانيونس، جنوب قطاع غزة، قبل عام من اليوم.

يعترف الإسرائيليون أن توالي عمليات الكشف عن الإخفاقات الإسرائيلية، يشير إلى أن الجهاز العسكري لحماس أقام منظومة دعائية آمنة لإدارة رسائله الإعلامية، التي باتت تشكل تحديًا جديا أمام الأمن الإسرائيلي؛ فبعد مرور أكثر من عام على فشل القوة الخاصة، ومرور 3 أعوام على عملية "السراب"، فما زالت المقاومة ترى فيهما إنجازًا أمنيًا لها، وتواصل عصر حبة الليمون حتى الرمق الأخير ضمن حربها النفسية الموجهة ضد إسرائيل.

من الواضح أن حماس تسعى لإظهار التخبط الذي تعيشه وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، إلى الدرجة التي دفعت الحركة لإحياء ذكرى انطلاقتها الثانية والثلاثين على وقع هذا الإنجاز الأمني، لذلك دأب جناحها العسكري على الكشف بين حين وآخر عن معلومات أمنية جديدة.

كما أن سعي حماس من كشفها المستمر بين حين وآخر عن حلقات الفشل الأمني الإسرائيلي في غزة، يهدف لإثارة المزيد من العاصفة داخل إسرائيل، ومحاولة الاستفادة من ردود الفعل لديها، لعلها تحصل على مزيد من المعلومات الأمنية، رغم الحظر الكامل الذي تفرضه الرقابة العسكرية على كل نشر في هذا الموضوع.

يشكل كشف أجهزة أمن المقاومة من عن سلسلة الإخفاقات الإسرائيلية بين "حد السيف" و "السراب"، نقطة تحول استراتيجية في عمل جهازها العسكري واستخباراتها الأمنية، خاصة لدى منظومة الاتصالات، الأكثر سرية فيها، ما يجعلها عرضة للاستهداف الإسرائيلي بين حين وآخر، لكنها فشلت في جميع محاولاتها هذه.

صحيح أن الجيش الإسرائيلي استخلص الدروس من فشل عملية خانيونس، ويعمل على تقليص الأضرار الناجمة عنها، بعد الهزة الأرضية التي تعرض لها، لكنه بات متيقنًا أنه لا يجب الاستهتار بالقدرات الاستخبارية لحماس، خاصة منظومة الاتصالات التي تسعى جاهدة للابتعاد عن الرادار الإسرائيلي، مما يعني أننا أمام حرب عقول استخبارية وتكنولوجية.