أيام وندخل عام 2020، ووضع الضفة الغربية، مضطرب ويزداد تعقيدا، بسبب زيادة اعتداءات المستوطنين وتغول الاستيطان بشكل مضطرد، وما يدفع لذلك هو حالة الاضطراب في النظام السياسي الإسرائيلي والذهاب لانتخابات ثالثة في غضون عام واحد، وضعف الحالة الفلسطينية عموما.
عام 2020، قد يعلن "نتنياهو" ضم منطقة الأغوار، فتصريحات "نتنياهو" الأخيرة حول ضم الأغوار ليست من باب الدعاية الانتخابية، فجمهور الناخبين لدى الاحتلال يحاسب مرشحه عبر صندوق الاقتراع، ولذلك يزن المسئول منهم كلامه الف مرة قبل التصريح به، بعكس المسئولين العرب والذين حتى وان أخطؤوا أو عملوا عكس ما صرحوا به، فإنه لا احد يحاسبهم او يراجعهم عبر صناديق اقتراع التي لا وجود لها اصلا عند العرب.
عام 2020، قد يذهب الشعب الفلسطيني لانتخابات تجدد الدماء وتبعث الحياة من جديد في القوى الفلسطينية، وتخفف او تزيل حالة الاحتقان والتيه والخصومة على الساحة الفلسطينية، وفي كل الاحوال كما قال المثل العربي: "الحركة بركة".
عام 2020 لا يصح أن ننسى تصريحات سابقة لقادة جيش الاحتلال، عندما قام الجيش باحتلال الضفة الغربية، قال قادته بصريح العبارة، بأنهم سيعطون الفلسطينيين مستقبلا حكما ذاتيا وليس دولة، للتجمعات الكبرى من السكان وهو ما حصل ويحصل على ارض الواقع، حيث باتت الضفة ملعبا مفضلا للمستوطنين.
عام 2020 لن يتوقف الاحتلال عن حملات الاعتقال، وهدم المنازل، وطرد سكان القدس والاغوار بشكل اكبر، والتضييق على الفلسطينيين، الصورة ستكون هكذا: لا حقوق سياسية للفلسطينيين، بل مجرد عمال في المستوطنات ومدن الداخل المحتل.
عام 2020، برغم الالم المتوقع للضفة، وبرغم انه قد لا يروق التحليل والتوصيف والتوقع السابق للبعض، ولكن الحقيقة احيانا تزعج كونها تضرب في العمق، والهدف من التوقع ليس الاحباط، بل استباق الحالة من اجل درء خطرها ووجعها المتوقع.
عام 2020 سيتم الضغط على غزة والضفة للقبول بصفقة القرن، لكن ما يطمئن أن حماس وفتح يرفضانها، ويرفضها كل حر وشريف، والتسويق أن مقاومة غزة تدجن للقبول بها، او ستقبل بها هو من قبيل المناكفات، والضعف في الطرح، فاصلا اكبر عقبة تواجه مخططات صفقة القرن، هي المقاومة، وهي سبق وافشلت "شرق اوسط جديد".
عام 2020، الأصل أن نعد نحن الفلسطينيين الخطط لمواجهة تحدياته المتوقعة، واول تحدٍ هو التفكير في كيفية الخلاص من الاحتلال عبر المصالحة والتوحد خلف برنامج موحد، فما دام الاحتلال جاثما على صدور الفلسطينيين فإنه لا تقدم ولا حرية ولا تطور.
عام 2020 سيخطو الاحتلال خطوات بعدم تحمل عبء ومسئولية ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، لكن سيبقي على مسئولية الامن بيده، وسيعمل على ضم الضفة دون سكان، والفائدة من السكان الفلسطينيين, وبرغم انهم الاصليون منذ مئات والاف السنين، والإسرائيليون هم الدخلاء والمحتلون، خدمة ماكنة الاحتلال الصناعية، وبعض الاعمال مثل كنس شوارع المستوطنات و(تل أبيب).
برغم أن الصورة قاتمة لعام 2020 الا انه يمكن التغلب على التحديات بقليل من التفكير والإدارة واختراق الاحتلال من خلال نقاط ضعفه وهي كثيرة، ولننظر لاضطراب النظام السياسي في كيان الاحتلال وكيف يمكن اختراقه واضعافه، و"بينت" وزير حرب الاحتلال، قالها بصريح العبارة ان تفكك وضعف القوى السياسية في دولة الاحتلال قد يعمل على انهائها ويقرب يوم هزيمتها وزوالها.
عام 2020، سيشدد الاحتلال على الضفة الغربية لصالح الاستيطان، وسيضرب "نتنياهو" و"غانتس" في الخاصرة الضعيفة لزيادة رصيدهم، لكن في كل الاحوال الاحتلال ليس قدر الضفة، وكل مخططات الاحتلال يمكن افشالها باستخدام الاساليب الناجحة والناجعة والتي ثبت صحتها وأوجعت الاحتلال، وما نموذج جنوب لبنان وغزة ببعيد.