كشفت حماس أخيرا أسماء خمس دول تعمل لإبرام صفقة تبادل أسرى مع (إسرائيل)، وهي: مصر، وقطر، وتركيا، والسويد، وألمانيا، لكن محاولاتها لم تتقدم بسبب تعنت (إسرائيل)، فلا يمكن البدء بصفقة جديدة حتى تفرج عن عشرات الأسرى المحررين الذين أعادت اعتقالهم.
اللافت أن أطرافا كثيرة أتت لحماس لإتمام الصفقة، قدمت لها مطالب مكتوبة، وتعاطت معها بإيجابية، وحين تذهب لـ(إسرائيل) لا تعود، لعدم تلقي رد إيجابي منها، مع أن الحركة لم تعلن مطالبها لإبرام الصفقة، لكن يتوقع أن تطالب بإطلاق سراح المئات من الأسرى أصحاب الأحكام العالية، تشمل قادة فلسطينيين أسرى من كل الفصائل، ومن كل الجغرافيا الفلسطينية: الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس ومن فلسطينيي 48.
تحمل الجهود الإقليمية والدولية لإبرام صفقة بين حماس و(إسرائيل)، معطيات أهمها أن ملف الأسرى الإسرائيليين يشكل لحماس ورقة رابحة، تساوم بها (إسرائيل)، التي تشهد مطالبات باستعادتهم بالاستجابة لمطالب حماس، كما أن توافد الوسطاء على حماس يفتح المزيد من أبواب علاقاتها السياسية، ويساهم بكسر الحصار السياسي الذي تفرضه (إسرائيل) عليها، ويشير لرغبة هذه الأطراف المختلفة فيما بينها بزيادة نفوذها لدى حماس، خاصة مصر وقطر وتركيا.
على الصعيد الداخلي تعول حماس على إبرام الصفقة لزيادة تصدرها للمشهد الفلسطيني، مع إصرارها أن تتضمن إطلاق سراح قادة فلسطينيين من فصائل أخرى، ما سيمنحها نقاطا كبيرة بين الفلسطينيين.
وفي حين تتحدث (إسرائيل) عن ضرورة استعادة أسراها لدى حماس، يتخوف الفلسطينيون من تنفيذها عملية خاصة لتخليصهم، وإمكانية أن تقوم بمهام استخبارية تتعلق باستعادة الأسرى، أو الوصول لمكانهم، ما يزيد من حدة التوتر الأمني في غزة.
إن السعي الإسرائيلي لتحديد مصير الجنود متوقع، لأنه يساهم برفع أو تخفيض سقف مطالب حماس لإبرام الصفقة، و(إسرائيل) تستعين بالعملاء على الأرض والوسائل التقنية، صحيح أنها أعلنت أنهم قتلى، لكن يبقى لديها احتمال بنسبةٍ مهما كانت ضئيلة بأنهم أحياء، في حين تبدو حماس متكتّمة على مصيرهم، ولا تعلن أي معلومة إلا بمقابل.
صحيح أن مرور خمس سنوات على أسر حماس الإسرائيليين الأربعة، قد يضع عليها عبئا أمنيا للاحتفاظ بهم، بعيدا عن العيون الإسرائيلية، لكنها اكتسبت خبرة طويلة بإجراءات التخفي بعد أسرها الجندي شاليط أكثر من خمس سنوات.
مع العلم أن (إسرائيل) التي تعيش أزمة سياسية عاصفة ربما لا تكون قادرة على إبرام صفقة تبادل أسرى في ظل حكومتها الانتقالية، لكن جهود مصر الحالية لإنجاز تهدئة طويلة بينهما قد تحتم عليهما إبرام الصفقة، وتقديم تنازلات متبادلة لتقريب مسافاتهما المتباعدة، رغم أن هناك من يرى أن أي صفقة تبادل في عهد نتنياهو ستضر به سياسياً.