فلسطين أون لاين

تقرير ناشطتان: استهداف الاحتلال للنساء بالاعتقال المتكرر "هوس أمني"

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أكدت ناشطتان نسويتان أن تكرار سلطات الاحتلال اعتقال النساء الفلسطينيات بالضفة الغربية المحتلة دون تهم تذكر، مع ممارسة شتى أنواع التعذيب والإهمال الطبي بحقهن، إنما ينطلق من الهوس الأمني الذي يعيشه الاحتلال الإسرائيلي.

الناطقة باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات أمينة الطويل بينت أن المرأة الفلسطينية محط استهداف الاحتلال بشكل مستمر، إذ تسجل شهريَّا (10-15) حالة اعتقال بعضهن يفرج عنهن فيما يتواصل اعتقال الأخريات.

وقالت الطويل لصحيفة "فلسطين": "كثير منهن يعتقلن دون أي تهم حيث يستخدم الاحتلال الاعتقال الإداري بشكل كبير"، مشيرة إلى أن بعضهن مستهدف بالاعتقال المتكرر كـ"بشرى الطويل" التي تعتقل حالياً للمرة الثالثة.

وبينت أن الطويل اعتقلت لأول مرة وهي قاصر (17 عاماً) والاعتقال الثاني كان دون أي تهمة فهي من عائلة مستهدفة بالاعتقالات، فوالدتها أسيرة محررة ووالدها يتعرض للاعتقال بشكل مستمر.

ورأت أن حالة الهوس الأمني  التي يعيشها الاحتلال تجعله يعتقل أي أحد إداريَّا يشعر بالريبة تجاهه، مشيرة إلى أن (42) فلسطينية تعتقل حاليَّا في سجون الاحتلال من بينهن: (17) أما، و(7) جريحات يحتجن للرعاية.

ولفتت إلى وجود طالبات جامعيات توقفن عن الدراسة بسبب الاعتقالات المتكررة وأخريات ذوات محكوميات عالية وصلت لـ16 عاماً.

وأفادت بأن الأسيرات القابعات في سجن الدامون، يتعرضن لضغوطات شديدة كالتقليل من مواد "الكنتينا"، والمماطلة في تلبية مطالبهن كعدم إحضار مواد للعمل اليدوي أو كتب أو منعهن من إكمال دراستهن بالجامعات، وحرمانهن من زيارات أهاليهن.

وبينت أنهن يعانين كذلك من التسويف في إصدار الأحكام، فقد تمكث الأسيرة قرابة العامين دون محاكمة، أما الجريحات منهن فيعانين سياسة إهمال طبي ممنهجة حيث يماطل الاحتلال في إحضار الأدوية ويقتصر على إدخال المسكنات، "كما يحرمن من العرض على طبيب وفي حال نقلن للمشفى يذهبن مقيدات الأيدي والأرجل عبر البوسطة، في رحلة تستمر 12 ساعة من أجل فحص تشخيصي وليس علاجيا ولا يتم إعطاؤهن العلاج إلا بعد شهور".

ودللت على ذلك بما حدث مع الأسيرة إسراء جعابيص التي قرر لها الأطباء عملية طارئة فيما لم يُسمح لها بإجرائها سوى في نهاية العام الماضي.

عنف واعتداء

بدورها، بينت الناشطة والأسيرة المحررة ميسر عيتاني أنه منذ وجود الاحتلال الإسرائيلي سجلت (20) ألف حالة اعتقال بحق نساء فلسطينيات، مشيرة إلى أن الاحتلال يمارس العنف والاعتداء بشكل يومي ضد النساء حتى في لحظة اعتقالهن بإطلاق النار مباشرة عليهن على الحواجز من مسافة صفر متعمداً إصابتهن بإعاقة باستهداف الجزء السفلي من الجسم.

وقالت: "كما يمارس الاحتلال العنف ضد المقدسيات بالاعتقال اليومي ومنعهن من دخول الأقصى ومحيطه، وكذلك في الخليل المحاصرة والمدمرة فقد تعرضت ما لا يقل عن 100 سيدة لقتل مباشر واعتقال منذ بداية العام الجاري".

وأوضحت أن ما يزيد معاناة المرأة في هاتيْن المدينتين ويضاعف العنف بحقها "المضايقات والإهانات التي يتعرضن لها من جنود الاحتلال على الحواجز أثناء خروجهن من منازلهن، وكذلك انتشار المستوطنين الذين يستفزون النساء ويعتدون عليهن وصولاً لحد القتل".

ولفتت إلى أن سلطات الاحتلال كانت قد حكمت على خمس نساء بالسجن مدى الحياة إلى أن تحررن في "صفقة وفاء الأحرار" عام 2011م.

وأضافت: "لدينا من بين الأسيرات أمهات كوالدة الشهيد أشرف نعالوة، ووفاء مرداوي التي لا تزال تتعرض للعنف من قبل المستوطنين خلال المحاكمة، فيما تُحرم أسيرات غزة من زيارة ذويهن".