قال حازم أبو شنب عضو المجلس الثوري لحركة فتح: إنّ ما يتم طبخه بين حماس والاحتلال الإسرائيلي "في القاهرة" بعيد عن التنسيق مع أي من الأطراف والفصائل الفلسطينية، ومؤخرًا بدأت تظهر ملامح محاولات إشراك الجهاد الإسلامي بهذه الطبخة، وحين سئل عن مصير علاقة السلطة بمصر أجاب: "كل شيء يخضع للدراسة والتباحث وهناك ورشة عمل تدور في السلطة الفلسطينية من أجل تقييم ما يجري بشكل مناسب".
في القاهرة تسعى حركتا حماس والجهاد الاسلامي إلى رفع الحصار عن قطاع غزة والتخفيف من معاناة السكان وترتيب العلاقة مع الجانب المصري وتمتينه، وهذه أهداف مشروعة وليست بحاجة إلى توافق فلسطيني، وخاصة أن أطرافًا فلسطينية لا تريد رفع الحصار عن قطاع غزة، بل لو كان بمقدورها قطع الهواء عن غزة لفعلتها كما قال رئيس كتلة فتح السيد عزام الأحمد، فكيف سيتفق من يريد رفع الحصار مع من يريد خنق غزة ويغضب إن حصل أي " تنفيس" للحصار؟
لا يجوز لأي طرف فلسطيني أن ينسف العلاقات التاريخية مع أشقائنا العرب بسبب خلافاتنا الداخلية، ولأول مرة أسمع من مسؤول في حركة فتح أن العلاقة مع مصر تحتاج إلى إعادة تقييم وهو قبل أشهر قليلة كان يتغنى بمتانة العلاقة مع الأشقاء المصريين بل ويتحدث باللهجة المصرية من شدة محبته لمصر وللنظام فيها.
أما بخصوص حركة الجهاد الإسلامي فهي ليست تابعة لحركة حماس ولها كيانها المستقل وقراراتها المستقلة ولا يجوز محاولة العبث بالعلاقة الأخوية بين الجهاد وحماس بالهمز واللمز، ولا بالتصريحات المضللة كالتي صدرت عن عضو البرلمان المصري سمير غطاس الذي ادعى زورًا أن النظام المصري يضغط على حركة الجهاد حتى ترضخ للتهدئة مع الاحتلال الإسرائيلي، فهذه أكاذيب واضحة لا أصل لها ولا علاقة للنظام المصري ذاته بها، فهذا البرلماني يتم تحريكه عن بعد من شخصيات فلسطينية معروفة، وأمثال غطاس كثر وتصريحاتهم تملأ المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي وهناك من تعهد بتسويقها حتى تؤتي أكلها ولكن دون جدوى.
أعتقد أن وقف التوتير المتصاعد بين تيارات منظمة التحرير الفلسطينية وتيار المقاومة في غزة لا يلزمه سوى مرسوم رئاسي للذهاب إلى انتخابات تشريعية ورئاسية لطي صفحة الانقسام وأكثر من عشر سنوات من التخبط والاشتباك والجدل البيزنطي.