يزداد التركيز الإسرائيلي في الآونة الأخيرة على النشاطات الطلابية للكتلة الإسلامية بجامعات الضفة الغربية، باعتبارها الإطار الطلابي لحماس، بزعم أن الحركة تبذل جهودًا حثيثة لزيادة نفوذها في الجامعات، تمهيدًا لتجنيد طلاب في صفوفها، ما يمنحها تأثيرًا متزايدًا في الشارع الفلسطيني، ويثير قلق أجهزة الأمن الإسرائيلية والتابعة للسلطة الفلسطينية، لأن إحدى المنصات المهمة التي تلجأ إليها الحركة تتمثل بالكتل الطلابية في الجامعات.
لا تخفي الأوساط الأمنية الإسرائيلية أن الطلاب الجامعيين الفلسطينيين بالضفة الغربية يخضعون لمراقبة حثيثة؛ خشية أن ينضموا لصفوف حماس، مع أن التجارب التاريخية أكدت أن هذه المتابعة الأمنية لا تفيد دائمًا، فكثيرا من العمليات المسلحة تم التخطيط لها تحت الرادار الإسرائيلي، دون نجاحه في إحباطها بصورة مسبقة.
يبدي الإسرائيليون خيبة أملهم لأن هذه الهجمات تنجح رغم ما يبذله الجيش الإسرائيلي والمخابرات من جهود كبيرة للعثور على الأشخاص المحتمل تنفيذهم لمثل هذه الهجمات، لأنهم أمام طلاب لا يشكلون تحديا أمنيا للسلطة الفلسطينية فقط، بل يسعون لتنفيذ هجمات مسلحة على المدى القريب، رغم أنهم طلاب وحيدون معدودون بين آلاف مؤلفة، لكنهم يشكلون قنبلة فتاكة متى ما أتيحت الفرصة أمامهم للانفجار بوجه (إسرائيل).
لقد دأبت أجهزة الأمن الإسرائيلية على إخضاع نشطاء الكتلة الإسلامية للرقابة الأمنية الصارمة، وغالبا ما يتم اعتقالهم إداريا في حال عدم وجود تهم محددة ضدهم، فيما تجري عملية مطاردة لهم، وهم يتنقلون من مكان لآخر بعيدا عن عيون أجهزة الأمن، ما يتطلب أحيانا اعتقالهم من قبل قوات المستعربين الخاصة من داخل حرم الجامعات الفلسطينية.
لقد وصل مستوى المتابعة والمراقبة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية للطلاب التابعين للكتلة الإسلامية أن يعرفوا أجرة الشقة التي يستأجرونها، ونوعية الأكل الذي يشترونه، والكتب التي يقتنونها، بزعم أن تجارب السنوات الماضية تشير إلى أن الكثير من طلاب الكتلة الإسلامية انتقلوا من عالم الأكاديمية إلى حياة الظلال، التي تشير إلى انخراطهم في العمل العسكري.
يتذرع الأمن الإسرائيلي والفلسطيني بالضفة الغربية بزيادة مراقبته لعمل الكتلة الإسلامية، أنها تعيد للأذهان نموذج المهندس يحيى عياش ابن جامعة بير زيت، تخصص كلية الهندسة، ومع مرور الوقت أصبح لديه الخبرة في إعداد متفجرات وعبوات ناسفة وتفجير مقاهٍ وحافلات، من خلال استشهاديين يفجرون أنفسهم وسط الإسرائيليين.
كل ذلك يجعل الأوساط الطلابية الجامعية أحد المعاقل التي تحظى باهتمام أجهزة الأمن الإسرائيلية على مدار الساعة، وكذلك الفلسطينية؛ لأن طلاب الجامعات الفلسطينية منخرطون في المظاهرات الشعبية، وأعمال التحريض ضد (إسرائيل)، خاصة من أتباع الكتلة الإسلامية الذين ينشطون في بث مفاهيم أيديولوجية حماس بين الطلاب، الداعية للقضاء على (إسرائيل)