قالت صحف إسرائيلية إن حركة حماس ودولة الاحتلال " إسرائيل" تواصلان بحث ترتيبات جديدة تقود إلى تهدئة طويلة الأمد وليس هدنة مؤقتة تعتمد على ترتيبات جديدة وليس على اتفاقات سابقة سيما وأن رئيس أركان جيش الاحتلال افيف كوحافي عد حماس مؤخرا كعامل استقرار في المنطقة، وترجح المنظومة الأمنية الإسرائيلية احتمالية التوصل إلى ذلك الاتفاق مع حركة حماس في غزة.
لا بد ان نفهم ابتداء ان معظم ما يصدر عن العدو الاسرائيلي مجرد أكاذيب لا يؤخذ بها، أما ما صح من معلومات فلا يعول عليها، وإن هي عقدت اتفاقات مع الجانب الفلسطيني فإنها لا تلتزم بها، واتفاقية اوسلو البائسة خير مثال. حماس أصبحت عامل استقرار في المنطقة وهذا اعتراف صريح من الجانب الإسرائيلي بقوة الردع التي وصلت اليها حركة حماس، طبعا ردع العدو الإسرائيلي وليس حماية أمنه كما يتبادر إلى ذهن ضعاف النفوس أو المتصيدين، فالعلاقة بين حماس ودولة الاحتلال علاقة عداء مستحكم ولو بقيت حماس ضعيفة لاستمر العدو في اجتياح غزة وغزوها ولكن تصاعد قوة حماس بالشكل الذي نراه اليوم كبح من سعار جيش الاحتلال وخفف حدة التوتر في المنطقة, وبهذا أصبحت حماس عامل استقرار يزداد قوة مع الوقت.
مهادنة العدو في اللغة العربية تعني المصالحة لفترة، وتعني كذلك الانصراف عن قتال العدو إلى حين، وهي جائزة شرعا طالما لم تتضمن بنودها ما يحرمه الشرع وكان فيها مصلحة للمسلمين، أي لا يجوز الاتفاق على هدنة مع العدو مقابل التنازل عن ذرة تراب من فلسطين أو التنازل عن حق عودة اللاجئين او إسقاط حق مقاومة الاحتلال مستقبلا في الضفة الغربية او في المناطق المحتلة عام 1948 ، ولا يجب ان تكون الهدنة لصالح العدو بحيث يتم إعطاؤه فرصة حتى يتمكن من القضاء على المقاومة.
القول بأن الهدنة او التهدئة طويلة الأمد ستكون مع حماس في غزة كلام غير منطقي، فثمن الهدنة طويلة الامد (مع حماس وكافة الفصائل الفلسطينية ) هو دولة فلسطينية على حدود 67 مع ازالة كل المستوطنات من الضفة الغربية ودون اعتراف بشرعية الاحتلال، أما مقابل رفع الحصار وعودة الحياة الطبيعية الى غزة فهذا ثمنه لا يزيد عن تهدئة مؤقتة تنتهك بقدر الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال " إسرائيل" ضد الفلسطينيين في غزة او الضفة او في أي مكان في العالم.