شارك أمس، مئات الفلسطينيين في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، عبر وقفتين تضامنيتين أمام المقرات الدولية التابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة.
وخلال وقفة تضامنية نظمها مجلس العلاقات الدولية "فلسطين" بهذه المناسبة أمام مقر الـ"يونسكو" غرب مدينة غزة طالب المجلس في بيان له العالم بمزيد من التضامن والمساندة لقضايا الشعب الفلسطيني ونضاله، وادانة نقل سفارات الدول الى مدينة القدس المحتلة، وإدانة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين ولا سيما بحق المتظاهرين السلميين المنتفضين ضد حصار قطاع غزة.
وأضاف البيان: "نقدر ما تقوم به الدول الصديقة لشعبنا والمناصرة لقضيتنا، ونأمل أن تتعزز مواقف هذه الدول لتشكل وحدة ضغط على الاحتلال ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية لرفع الحصار عن قطاع غزة ووقف جرائم الاحتلال".
وأدان حالات الهرولة في تطبيع العلاقات التي تقوم بها بعض الحكومات في المنطقة العربية مع الاحتلال رغم الموقف الشعبي في هذه الدول الرافض والمستهجن لمثل هذه العلاقات، مطالبا القوى الحية في الأمة العربية والاسلامية برفع صوتها لإدانة هذا السلوك.
وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام يحيي العالم اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وفقا للقرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 1977.
بدوره، قال رئيس مجلس العلاقات الدولية د. باسم نعيم لـ "فلسطين": إنه رغم أن هذا اليوم يمثل اعترافا دوليا بحق الشعب الفلسطيني بالعيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة عاصمتها القدس، "إلا أن المجتمع الدولي لم يقف بالقوة المطلوبة الى جانب الشعب الفلسطيني لتحقيق ما توافقت عليه الشرعية الدولية ورضخ للإرادة الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية".
وأكد نعيم على أن الوقفة هي رسالة واضحة بأن الفلسطينيين يقبلون بالشرعية الدولية لحل الصراع حتى ولو لم تلبِ كل طموحات وتطلعات الفلسطينيين في دولة حرة ومستقلة على كامل التراب الفلسطيني.
وشدد على ضرورة أن تحترم الدول الغربية ما توافقت عليه حول حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة وأن الاستيطان مخالف للقانون الدولي، وأن القدس لن تكون عاصمة للاحتلال وأن الحصار على قطاع غزة ظالم وجائر ويجب العمل على رفعه فورا دون شروط.
تنفيذ القرارات الدولية
وضمن فعالية تضامنية أخرى بهذه المناسبة، نظمت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) أمس وقفة أمام مقر مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في غزة بمشاركة عشرات الأطفال والفتيات الذين توشحوا بالكوفية وبالأثواب التقليدية الفلسطينية.
وجاءت هذه الوقفة وفق بيان (حشد)، لحث الأسرة الدولية للتحرك العاجل من أجل تنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني والتصدي الأخلاقي والقانوني لغطرسة الاحتلال الاسرائيلي في تعامله مع منظومة الحقوق المعترف بها دوليا.
وأشار البيان إلى أن ذكرى يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الـ(72) تأتي هذا العام في ظل استمرار الاحتلال الاسرائيلي لاحتلال الأراضي الفلسطينية وتهجير ملايين الفلسطينيين عن ديارهم ، وفي ظل استمرار جرائم قوات الاحتلال بقتل الأبرياء وفرض الحصار على قطاع غزة، وتصاعد واضح من حكومة الاحتلال والمستوطنين في سرقة أراضي الفلسطينيين ومواردهم الطبيعية.
وتابع البيان أن الذكرى تتزامن مع استمرار السياسات الأمريكية المتنافية مع القانون الدولي والتي كان آخرها اعلان أن المستوطنات الإسرائيلية لا تخالف القانون الدولي في محاولة لإضفاء الشرعية على عمليات الاستيطان، واستمرار قوات الاحتلال في تطبيق سياسة الأسر والاعتقال وتنفيذ سياسات غير إنسانية بحق الأسرى، فضلاً عن تدهور أحوال اللاجئين الفلسطينيين في الشتات.
وطالبت (حشد) عبر البيان الأسرة الدولية والأحرار حول العالم بتنظيم فعاليات مساندة لحقوق الشعب الفلسطيني، وتوسيع مساحة رقعة عزل الاحتلال ومقاطعته دوليا ومقاطعة منتوجاته، داعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية واتخاذ التدابير العملية لإنهاء الاحتلال.
وحثت (حشد) السلطة الفلسطينية على ضرورة التراجع الفوري وغير المشروط عن كل القرارات التي تحمل بين طياتها عقوبات جماعية بحق قطاع غزة، ودعم مسار المصالحة واجراء الانتخابات الفلسطينية العامة.
من جانبه، قال رئيس هيئة (حشد) د. صلاح عبد العاطي لـ"فلسطين": إنه آن الأوان أن تنتقل الأمم المتحدة من مهمة إقرار قرارات لصالح القضية الفلسطينية إلى مهمة العمل الجاد لتنفيذ هذه القرارات خاصة في ظل محاولة الادارة الأمريكية الحالية فرض قراراتها على الشرعية الدولية، ومحاولتها طمس حقوق الشعب الفلسطيني وشطب صفة اللجوء عنه ووقف تمويل "الأونروا" وتشريع الاستيطان في مخالفات واضحة لجميع القرارات الأممية ذات الخصوص.
إلى ذلك، أكد النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار أن يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني يجب أن يُترجم إلى واقع عملي ملموس، في ظل ما يعانيه شعبنا من احتلال وحصار وعدوان مستمر وتشرد.
وشدد الخضري في تصريح صحفي صدر عنه أمس على أن التضامن بصوره وأشكاله المختلفة مهم ومؤثر، لكن يجب أن تنتهي هذه المآسي وأن يعيش شعبنا حراً كريماً في دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد أهمية هذا اليوم ليتحرك العالم ولا يبقى متفرجاً فمعاناتنا مستمرة وحقوقنا المشروعة مسلوبة ، مشيراً إلى الاستيطان وجدار الفصل في الضفة الغربية، ومحاولات التهويد والاقتحامات اليومية والحفريات في القدس، واستمرار الحصار والإغلاق والقتل في قطاع غزة، والاستهداف للكل الفلسطيني.
وجدد الدعوة للعمل الحقيقي من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي من أجل إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة، وأن يعيش شعبنا حراً عزيزاً في دولته دون احتلال وحصار واعتقال واستيطان وجدار.