فلسطين أون لاين

حواء.. النوم سلطان لكنكِ تفتقدينه

...
نابلس-غزة/ أسماء صرصور:

"النوم سلطان"، لكن في كثير من الأحيان لا تستطيع حواء أن تنام بسهولة؛ لأنها تكون مشغولة بالتفكير في أمور حياتها عامة، وما يقلقها فيها خاصةً، وقد يكون ما يشغل بالها مربكًا أو مفرحًا أو مفزعًا.

الأستاذة في كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة النجاح فاتن أبو زعرور تتحدث مع صحيفة "فلسطين" اليومية عن حل تقدمه لحواء، حتى تحصل على قسط جيد من النوم، لضمان صحتها النفسية والجسدية.

في البداية تشير الاختصاصية الاجتماعية إلى أن النوم ليس عزيزًا فقط، بل هو نعمة من الله (عز وجل) لإراحة الجسم المتعب بوظائفه ومشاغله وهمومه، مبينة أنه المكسب الوحيد للإنسان ليجدد آماله وطاقته.

وتقول: "قلة النوم أو عدم القدرة على النوم هي شكل من أشكال الأرق، فالمتأرّق إما أن ينام متقطعًا أو لا يعرف للنوم طريقًا"، لافتة إلى أن الأمور التي تدفع لقلة أو "سرقة" النوم من عينيْ حواء ستكون مهمة من وجهة نظر المتأرّقة، حتى لو كان آخرون يعدّونها لا شيء.

وتوضح أن هناك كثيرًا من الأسباب، منها ما هو خاص بالفرد، وأسباب عامة في المجتمع، وأسباب خاصة بفئة معينة كالمعاقين.

وتتابع الاختصاصية الاجتماعية: "نحن نعرف أن النوم استجابة عصبية بمعنى أن يوقف الإنسان مهماته التفكيرية، ويبدأ إراحة كل شيء تدريجًا"، مبينة أن النوم شكل من أشكال "الموت الزمني أو اللحظي"، ووقت النوم يكون هناك استعداد نفسي وجسمي وعصبي للاستسلام لهذه اللحظة.

وفي حين تتساءل: "ما الذي يمنع الإنسان من إراحة عقله وإيقاف تفكيره فيجعل عينيْه مفتوحتيْن طوال الوقت؟"، ترجع ذلك إلى أن الأمر كله يرتبط بإشارات عصبية، بين الدماغ وباقي أعضاء الجسم، فإذا كان الدماغ مشغولًا بأمر ما ينتظره أو يخشاه، فهذا يجعله يرسل إشارات عصبية تمنع أعضاء الجسم من الاستجابة لحالة الاسترخاء.

لكن هل قلة النوم عادة دائمة عند بعض الفئات من حواء، أم أنها تأتي في أحوال وأوقات معينة؟، توضح أبو زعرور أن الأمر مرتبط في عمومه بحالات خاصة فقط، كطالبة لديها امتحان مهم غدًّا، أو خريجة لديها مقابلة عمل في الصباح، لكن بمجرد أن ينتهي هذا السبب يزول الأرق مباشرة.

"أين يكمن الخطر هنا؟" تشير إلى أن الخطر يكمن لدى حواء عندما يصبح الأرق وقلة النوم نهجًا سلوكيًّا لديها، وكأنها جربت الأرق وأصبحت تتأرق كل ليلة، وتغذي الإشارات الذهنية لديها بألا تنام بسهولة، وبذلك برمجت نفسها أنها لابد أن تتأرق، وإن لم يكن هناك خطب ما، وليس كبعض الناس بمجرد أن يضع رأسه على الفراش يغط في سبات عميق.

وتشدد الاختصاصية الاجتماعية أنه لابد من التعزيز الإيجابي للإشارات الذهنية قبل النوم، كالشعور بأن الأمور لا بأس بها، وأن المهام قد أنجزت ... إلخ، وقتها فقط ستسترخي حواء وتنام.

هناك نساء كثيرات –كما تقول- ليس لهن جهد كبير في يومهن أو مهمات وعمل، فيقضين يومهن في أشياء سهلة جدًّا وفراغ، فهؤلاء يكون لديهن أرق أو خمول وكسل في النوم، موضحة أن الناس التي تبذل طاقة كبيرة جسدها يتعب، وهذا الجسد لديه قدرات محدودة تنفد مع اليوم، فينام بسهولة.

وتلفت أبو زعرور إلى أن هناك نساء ينمن كثيرًا دون أن يشغل تفكيرهن شيء، كأن النوم جزء جدول أعمالها، مشيرة إلى أن كثرة النوم ليست صحية، وكل فئة عمرية لديها ساعات منطقية في النوم، فكذلك حواء التي لا يؤرقها أنها لا تنتج، هذه لديها مشكلة كبيرة، ولا نسميها هداة البال، بل إنها تعاني مشكلة نفسية، وهي "عدم المبالاة والبلادة".

أخيرًا كيف تحارب حواء قلة النوم والأرق؟، تجيب: "على حواء مواجهة مشاكلها أولًا، وأن تتحدث عنها ثانيًا، فالحديث يخفف من حالة القلق والتوتر التي تسرق النوم من العيون"، مؤكدة أنه من الناحية الصحية مهم جدًّا أن تعبر حواء عما بداخلها، وألا تترك نفسها للوِحدة والدموع على الفراش وقلة النوم.

وتختم الاختصاصية الاجتماعية: "عادة الأرق أو الكوابيس هي انعكاس لحالة معيشية إن لم نستطع معالجتها أو مواجهتها في حينها، تأتي على شكل كوابيس أو أرق، فالمهم المواجهة أو البوح والفضفضة لترتاح حواء".