فلسطين أون لاين

تحليل محاولات عباس لقاء نتنياهو.. مصارحة تعطي الاحتلال مُسوّغًا لجرائمه

...
رام الله- غزة/ محمد أبو شحمة:

لم تمر على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي خلف 34 شهيداً وعشرات الجرحى، وتدمير عدد من البيوت، أيام قليلة، حتى خرج رئيس السلطة محمود عباس، بتصريح يؤكد فيه أنه سعى لمقابلة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكثر من 20 مرة.

وأظهر عباس خلال مقابلة أجراها معه مراسل إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي للشؤون الفلسطينية جاكي حوغي، في مقر المقاطعة بمدينة رام الله، حرصه الشديد على لقاء نتنياهو، متجاهلاً الإعلان الأمريكي الأخير الذي لم يعدّ مستوطنات الاحتلال في الأراضي المحتلة مخالفة للقانون الدولي.

ولم يكتفِ عباس بحديثه عن سعيه لعقد لقاء مع نتنياهو بل أكد أنه اشتكى من طريقة تعامله بسبب رفضه لقاءه على مدار 9 سنوات، وأبرزها رفضه اشتراكه في جنازة رئيس دولة الاحتلال السابق شمعون بيرس.

ويؤكد المحلل السياسي مصطفى الصواف، أن حديث عباس ومصارحته، تعبران عن نهج رئيس السلطة الواضح، وتأكيده أنه لا يؤمن إلا بالتعاون مع الاحتلال.

ويقول الصواف لصحيفة "فلسطين": "عباس يؤمن فقط بما وقعه مع الاحتلال خلال اتفاقية أوسلو قبل 26 عامًا، ولا يؤمن أن كل فلسطين للشعب الفلسطيني، ولا يؤمن إلا بالاعتراف بالاحتلال".

ويضيف الصواف: "عندما يتحدث عباس عن محاولة لقاء نتنياهو فإن ذلك ليس غريبًا، فهو يلتقي بمن ينوب عن نتنياهو من خلال اللقاءات المتواصلة مع قادة في دولة الاحتلال ومستوطنين إسرائيليين، وكان آخرُهم لقاءه بعائلة الكاتب اليهودي اسحق بار موشيه، وتأكيده استعداده لطباعة أحد كتبه".

كذلك التقى عباس في سبتمبر وفدا من الطائفة الإثيوبية في دولة الاحتلال، ضم عائلة الجندي الأسير لدى المقاومة "منغستو" وعضو الكنيست السابق "شلومي مولا".

وخلال اللقاء قال عباس: "سأبذل جهوداً لإعادة نجلهم، وأنه يشعر بمعاناتهم".

ويستبعد الصواف أن يتخذ رئيس السلطة أي خطوة ضد الاحتلال الإسرائيلي كالتراجع عن اتفاق (أوسلو) أو الاتفاقيات الأمنية.

ويوضح أنه في حال أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، نيته لقاء عباس في البيت الأبيض بهذا التوقيت، فلن يرفض عباس هذه الدعوة وسيذهب مسرعًا، رغم دماء الشهداء التي سالت أخيرًا في الأراضي المحتلة.

بدوره عد أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، البروفيسور عبد الستار قاسم، حديث عباس عن محاولته عقد لقاءات مع نتنياهو أكثر من 20 مرة، أنه يناقض ما يقوله حول وقفه المفاوضات مع الاحتلال، وعدم وجود لقاءات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين.

ويقول قاسم: "عباس الذي يعد نفسه رئيسًا كان يكذب على الناس خلال السنوات الماضية، وذلك يعني أنه لن ينجز شيئا للشعب الفلسطيني، أو يقدم لهم أي إنجاز سياسي خلال فترة حكمه في السلطة".

ويضيف قاسم: "نتنياهو حين يرى عباس يعمل من خلف شعبه ويكذب عليهم حول مواقفه، يزيد احتقاره للفلسطينيين من خلال مواقفه المختلفة، ويعمل على تنفيذ مزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني".

ويتابع قاسم: "عباس جعل نتنياهو يستهين به ويفتح له الطريق ليصنع ما يشاء، ولكن لو عرف الاحتلال أن لدينا مبدأ وقدرة على الصبر، وأننا صادقون مع شعبنا، لما فعل ما فعل".

وأكمل قاسم: "عباس غير معني بمصلحة الشعب الفلسطيني أو قضيته منذ ترأس السلطة، فهو يفتح الأبواب دائماً ليتصرف الإسرائيليون كما يشاؤون في قطاع غزة والضفة الغربية".