فلسطين أون لاين

دروس إسرائيلية من العدوان على غزة

سجلت جولة العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة عددا من الاستخلاصات والنتائج التي خرج بها الإسرائيليون، ويعدونها أساسية، ومحظورٌ عليهم أن ينسوها أو يتجاهلوها، على اعتبار أن وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه مؤقت وهش، ومن المتوقع أن تتجدد الجولة القادمة.

يزعم الإسرائيليون أن الدرس الأول تمثل بأن (إسرائيل) كانت هي المبادِرة باغتيال القائد العسكري بهاء أبو العطا، بعملية محددة موضعية مركزة، بعد أن أصاب الإسرائيليين المللُ من مبادرات المقاومة الفلسطينية التي لا تتوقف، تارة بإطلاق النار، وأخرى بالمظاهرات، وثالثة بعمليات التسلل، في حين تكتفي (إسرائيل) بالرد على هذه العمليات.

الدرس الإسرائيلي الثاني أن المنظمات الفلسطينية حين ردت على الاغتيال في غزة أطلقت صواريخها بهدف واحد محدد، وهو تشويش الحياة في (إسرائيل)، وإصابة الإسرائيليين.

يؤكد الدرس الثالث أنه لا مكان لانسحابات إسرائيلية جديدة من المناطق الفلسطينية، لأن الانسحاب من غزة جاء على أمل توقف الفلسطينيين عن ملاحقة (إسرائيل)، وعودة الهدوء لجانبي الحدود، لأن جولات التصعيد الأخيرة أكدت خطأ الاعتقاد الإسرائيلي، فالانسحابات، وفق المفهوم الإسرائيلي، لا تؤدي لحلول، ولا توفر الأمن للإسرائيليين، بل تشجع الفلسطينيين على مهاجمة (إسرائيل).

الدرس الإسرائيلي الرابع فرضته المواجهة الأخيرة مع غزة، وتمثل بأن المنظمات الفلسطينية تتنافس بكراهيتها لـ(إسرائيل)، والعمل ضدها، وبذلك فإن مشكلتنا الأمنية لم تعد مع تنظيم واحد بغزة هو حماس، رغم أنها "رب البيت" في غزة، لكن كل تنظيم بإمكانه أن يبادر لإطلاق النار على (إسرائيل)، وسيجعل أي اتفاق هشا وقابلا للخرق في أي لحظة.

الدرس الإسرائيلي الخامس من هذه المواجهة أنه في ظل الدروس السابقة فإن حربا جديدة على غزة هي الرابعة من نوعها، قد تكون مؤكدة لا محالة، في ظل تشجيع الإسرائيليين في غلاف غزة لأي حكومة قادمة على تنفيذ الحملة العسكرية الواسعة ضد غزة، للتخلص كليا من التهديد الأمني الذي تمثله الفصائل الفلسطينية، ما يؤكد أن ملف غزة سيكون مطروحا على طاولة تلك الحكومة، لإيجاد حل جذري له.

إن قراءة واعية لهذه الدروس الإسرائيلية من العدوان الأخير على غزة، الذي أوشك أن يتدهور إلى حرب رابعة، تضاف إلى سلسلة الحروب الثلاث التي شنتها (إسرائيل) خلال العقد الأخير، بين عامي 2008-2014، تؤكد القناعة الإسرائيلية المتجسدة، سواء بين الجمهور الإسرائيلي أو دوائر صنع القرار، أن التصعيد الحقيقي ينتظرنا هناك بجانب الجدار.. متى قد يحصل؟ هذا مرهون بالتطورات الميدانية على حدود غزة، والتحركات السياسية داخل (إسرائيل)!