لم يعد استحضار " الانقلاب " والمصطلحات التوتيرية المعهودة من أجل التحريض الداخلي تثير الشارع الفلسطيني أو المؤيدين لمنظمة التحرير الفلسطينية، تأثير تلك المصطلحات يكاد أن يتلاشى لأن الزمن كفيل بطي فتنة الانقسام والاقتتال الداخلي حتى لو أصر البعض على النفخ فيها سنة بعد أخرى، عندما يستنفد الوقود تتوقف الحركة ولم يعد في خزان ما يسمى " الانقلاب" الا بعض القطرات والرائحة، وهذه لا تكفي لتحريك مجموعة فضلا عن تحريك الشارع الفلسطيني.
أكثر من 80% من الشعب الفلسطيني في أراضي السلطة الفلسطينية يعيشون حالة صعبة في الضفة الغربية وبالغة الصعوبة في قطاع غزة، الغالبية لا تحقق الحد الادنى من متطلبات الحياة الطبيعية، الفقر والجوع والبطالة والأمراض اجتمعت علينا بسبب الاحتلال الاسرائيلي ولذلك لم يعد هناك مجال للتفكير الا في تغيير الواقع الاليم وليس العودة إلى الاقتتال والنزاعات الداخلية حلا بل هي الحماقة بعينها، ولذلك لا يجب المراهنة على استمرار الانقسام لأنه غير موجود الا في رؤوس بعض القيادات، حتى لو رأينا ظلهم يتحرك في الشارع الفلسطيني فهؤلاء لا وزن لهم، لأن غالبية الشعب الفلسطيني بجميع انتماءاته السياسية دون استثناء قد ملوا الانقسام وكرهوا التوتيريين الذين أوصلونا إلى ما نحن فيه.
قالوا ان المطلوب من حماس جملة من الشروط من اجل البدء بالانتخابات وقالوا كذلك انه ليس لديهم شروط للجلوس مع نتنياهو، بل ان الرئيس طلب الجلوس مع نتنياهو اكثر من 20 مرة ولكن الأخير رفض، فلماذا التمسك بنتنياهو والتساهل معه والتخلي عن الاخ والخصم السياسي والتشدد معه، فهل ما حدث عام 2007 بين الاخوة اشد من اعتراف الامريكي _راعي عملية السلام _ بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ووضع السفارة الامريكية فيها؟ فما الداعي للتفاوض مع الاحتلال بعد الذي حصل في القدس؟ لماذا نريد الجلوس مع المحتل الاسرائيلي وهو يسعى الى شرعنة الاستيطان وكانت البداية مع امريكا التي تعتبر المستوطنات شرعية ولا يجوز مقاطعتها بل وستحارب من يقاطع منتجاتها؟
انا على يقين ان الاحتلال الى زوال وحصار غزة اقتربت نهايته سواء كانت غزة تحت سيطرة حماس او سيطرة السلطة, وسواء تصالح الخصوم ام لم يتصالحوا، ولذلك اعتقد ان الزمن يسير لصالح الفلسطينيين وليس ضدهم، وواهم من يعتقد اننا نسير من سيئ إلى أسوا، ولذلك انصح بالتخلي عن اوسلو ونتنياهو وامريكا والتمسك بالوحدة الوطنية لأنها اداة جيدة لتسريع الوصول الى بر الامان.