فلسطين أون لاين

الحذر واجب: هكذا تنفذ (إسرائيل) اغتيالاتها ضد الفلسطينيين

يثير الاغتيال الإسرائيلي الأخير في غزة الحديث عن كيفية الوصول للمطلوبين الفلسطينيين، سواء بالوسائل التقنية أو الدعم البشري من العملاء، وتعامل الفلسطينيين مع هذه الاغتيالات، واحتياطاتهم الأمنية، بعد أن أعلن الإسرائيليون أن الوصول إليهم يتم بعد عمل دؤوب، بما فيها معرفة الغرفة التي ينامون بها، رغم أنهم يتصرفون كمطلوبين، ويتنقلون من شقة لأخرى، ولكن في النهاية تتم تصفيتهم بقدرات عالية، بفضل المخابرات الدقيقة.

ولأن هذا الحديث يتسم بالصراحة والمكاشفة، وكل مقاوم عزيز على كاتب السطور والقراء، وفقدانه يعد خسارة فادحة، فإن بعض المقاومين، لاسيما المطلوبين منهم الموجودين على دائرة الاغتيال، يقعون أحيانا بدائرة الاستهتار، كاستخدام الاتصالات الهاتفية عبر الجوالات القديمة، القابلة للاختراق والتجسس والتنصت، فضلا عن الهواتف الذكية التي يوجد بها حاسوب وكاميرا وتخزين بيانات، مما يوفر للمخابرات الإسرائيلية جاسوسا تقنيا يلازم المطلوب على مدار الساعة.

هذه الهواتف المحمولة التي يملكها المطلوبون، تحدد مساراتهم، وترسم شبكة علاقاتهم، وخارطة تنقلاتهم، فضلا عن وجود غرف للرصد الفضائي للتحركات الأرضية، بجانب الطائرات الاستطلاعية والمسيرة.

بعض الاغتيالات وصلت إليها إسرائيل باختراق الدائرة الأولى للمطلوب، الابن والزوجة والقريب، فيتم إخضاعهم للمراقبة، والتنصت عليهم، ومعرفة أخباره أولا بأول، متى يأتي للبيت، يغادر، أين ينام خارجه، من مرافقوه، ماذا يستخدم من سيارات، مما يتطلب من المقاوم أن يكون معزولا عن التكنولوجيا، لأنها تساعد الإسرائيليين برسم خارطة طريق لتحركاته.

كما تعيد هذه الاغتيالات للأذهان صعوبة ما تواجهه المخابرات الإسرائيلية خلال تحضيرها للاغتيال، ومنها جمع المعلومات الأمنية، خاصة في المنطقة التي يوجد فيها المطلوب المستهدف، صحيح أننا أمام بقعة جغرافية صغيرة مثل غزة، يمكن السيطرة عليها، لكن مهمة جمع المعلومات تحولت عملية معقدة.

تعترف المخابرات الإسرائيلية أنها مهمة تزداد صعوبة، إن حافظوا على مستوى فائق من الاحتياطات، واستعانوا بمساعدين محدودين، ومعزولين عن الآخرين، يثقون بهم بلا حدود، ويقيمون بمنطقة تدعم المقاومة.

تشمل المراقبة الإسرائيلية للمطلوبين قبل صدور قرار اغتيالهم رصد النقاط الثابتة التي يترددون عليها كمقراتهم العسكرية والمنازل، وتجري لها مسحا إلكترونيا، بجانب الاعتماد على الجواسيس، فهم الأخطر بتوفير مادة معلوماتية دسمة عن المطلوبين، فضلا عن الاختراق الأمني للدائرة الضيقة للمطلوب، في بعدها العائلي أو التنظيمي، ومتابعة التقنيات الحديثة التي يحوزها أبناؤه وأصدقاؤه من الهواتف الذكية وشبكات الانترنت.

أخيرا .. إن تطور الإمكانات التكنولوجية الفائقة لدى الأمن الإسرائيلي لا يغنيه عن عيون بشرية على الأرض، العملاء والجواسيس، لمراقبة الهدف المطلوب، ولعل الاغتيالات الأكثر نجاحا تؤكد هذه القناعة، مما يسعى إليه الشاباك بالجمع بين التكنولوجيا والعملاء في الميدان، دون الحديث عن استبدال أحدهما.