أطلق صحافيون ونشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملة إلكترونية، تضامناً مع المصوّر الصحفي معاذ عمارنة، بعد إصابته في عينه اليسرى برصاصة معدنية أطلقها عليه جنود الاحتلال أثناء تغطيته مسيرة سلمية في بلدة صوريف شمال الخليل جنوب الضفة المحتلة.
وتصدر وسم "عين معاذ" قائمة الأكثر تداولاً عبر منصتي "تويتر"، و"فيسبوك" في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ غرد الصحفيون واضعين أيديهم على أعينهم اليسرى تضامناً مع زميلهم الذي فقد عينه برصاص الاحتلال الإسرائيلي.
وغردت الإعلامية الفلسطينية في قناة الجزيرة علا الفارس عبر الوسم: "كُلنا معاذ(..) كُلنا مع الذين دفعوا ثمنا باهظا لإعلاء صوت الحق ... لك كل التحيات والاحترام واسأل الله ان يعوضك خيراً، وأن يضاعف لك الأجر والعطاء في الدنيا والآخرة".
وتضامنت الإعلامية اللبنانية لانا مدور مع الصحفي عمارنة، من خلال نشر صورة لها عبر حسابها في موقع "تويتر" وهي تخفي عينها اليسرى بيدها.
وكتبت في تغريدتها: "تحية لمن بقي منا، مؤمنا ثابتاً في نقل حقيقة جرائم (اسرائيل)، متضامنة مع الزميل المصور الصحفي معاذ عمارنة، الذي فقد عينه إثر اصابته برصاصة مطاطية اثناء تغطيته الصحفية للمواجهات مع قوات الاحتلال شمال الخليل".
الصحفي الفلسطيني محمد أبو عبيد غرد عبر حسابه في موقع "تويتر"، بعد نشر صورة تضامنية مع معاذ وكتب فيها: "إن فقد معاذ عينًا؛ للحقيقة والضمائر أعين، (..) الصحافي الفلسطيني معاذ فقد عينه نهائياً برصاصة معدنية أطلقها قناص من جيش الاحتلال الإسرائيليّ خلال تغطيته تظاهرة فلسطينية ضد الاحتلال".
الناشط الكويتي قصي شعت قال في تغريدة له عبر وسم "عين معاذ": إن "الاستمرار في توثيق جرائم العدو الصهيوني، والاستمرار في نشرها، يبقيك دوما على بعد خطوات من الأخذ بالثأر واسترداد الأرض".
عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، تضامنت مع الصحفي عمارنة من خلال نشر صورة لها وهي تضع يدها على عينها، وكتبت عبر حسابها في موقع "تويتر": "يبقى معاذ عمارنة شاهداً على جرائم الاحتلال ونظل جميعاً عين معاذ".
محمود حريبات أحد القائمين على الحملة الإلكترونية المساندة للصحفي معاذ، أكد أن فكرة التضامن مع عين معاذ جاءت بعد نقاش بين عدد من الصحفيين، إذ تم الاتفاق على إطلاقها بدءاً بهاشتاج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتوافق على اسمه.
وقال حريبات لـ"فلسطين": إن "الحملة هدفت إلى ترسيخ عين معاذ في عيون الناس المتضامنة، كونها عينا ترصد وتوثق وتكشف اعتداءات ووحشية الاحتلال ضد أبناء الشعب الفلسطيني"، إضافة إلى أنه فقد عينه ثمناً لنقل الحقيقة.
وأضاف حريبات: "الحملة بدأت في تغطية العين، كصورة رمزية، ورسالة تضامن مع معاذ، إضافة إلى التركيز على فضح جرائم الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين".
وتابع: "الهاشتاج يريد إيصال قصة وحكاية كل الصحفيين الفلسطينيين الذين تم الاعتداء عليهم من قبل سلطات الاحتلال، والذي كان من ضمنهم الزميل عطية درويش في قطاع غزة خلال تغطيته مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار".
ورأى أن استهداف الصحفيين خلال تغطيتهم للفعاليات الوطنية، من قبل جنود الاحتلال ليس عبثاً، وإنما هي سياسة ينتهجها الاحتلال ويهدف إلى قتل الصحفيين.
وأشار إلى أن الحملة شهدت تضامناً واسعاً من قبل صحفيين عرب وأجانب، إضافة إلى محامين وأطباء، كونها قضية إنسانية تمس زميلا صحفيا فقد عينه أثناء عمله الصحفي.
ولفت إلى أن القائمين على حملة "عين معاذ"، سيتواصلون خلال الأيام القادمة مع العديد من الجهات الرسمية، لتوسيع التضامن مع الصحفي معاذ، وإيصال قضية الصحفيين واستهدافهم من قبل الاحتلال لأكبر قدر ممكن للمنظمات الحقوقية في العالم.