فلسطين أون لاين

​"العيسوية" تدفع ثمن تصديها لمحاولات التهجير وعزل البلدة القديمة

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أكرم الشافعي:

"لتعلموا جيدًا أن كل هؤلاء الجنود الذين يقتحمون القرية كل يوم بهمجية وعدوان، لن يزيدنا إلا إصرارًا وعزمًا. سنبقى شوكة في حلقهم ولن نستسلم".. بهذه العبارات تلخص الحاجة أم محمد العيساوي مآل وشكل الهجمة المسعورة التي تشنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ أسابيع في قرية العيسوية شرقي القدس المحتلة.

وتروي الحاجة أم محمد لصحيفة "فلسطين" وهي تشاهد مقطعًا مصورًا لما حدث مؤخرًا داخل منزلها قائلة: "كدنا نختنق داخل المنزل نتيجة الكم الكبير من الغاز المسيل للدموع، وفجأة سمعت صراخًا، وتفاجأت بكم كبير من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح يعتدون بهمجية على زوجي وأبنائي وسط صراخ الأطفال".

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت قبل أيام قنابل الغاز بكثافة عقب اقتحامها حي الشهيد عبيد في العيسوية، واعتدت على الموجودين في الشارع بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح وبحالات اختناق، عرف منهم عضو لجنة المتابعة في العيسوية محمد أبو الحمص.

ويقول أبو الحمص لصحيفة "فلسطين"، إن القرية تتعرض لهجمة شرسة في الأسابيع الأخيرة في ظل مخططات قديمة ومتجددة للاستيلاء على أراضي القرية وتهجير سكانها لصالح مشاريع استيطانية آخرها إنشاء ما يسمى بـ"الحديقة الوطنية"، وإنشاء مكب للنفايات الصلبة على أراضي البلدة، فضلًا عن تهديد عشرات المنازل بالهدم.

ما يحدث ينذر لما هو قادم

الباحث المختص في شؤون القدس زياد الحموري يقول لـصحيفة "فلسطين"، إن ما يحدث في العيسوية وأحياء شرق القدس ليس جديدًا، وإنما هو امتداد لثلاث سنوات من التنكيل والاقتحامات المتكررة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإرهاق أهل العيسوية والمقدسيين بشكل عام لإجبارهم على الرحيل في محاولة لعزل القدس المحتلة عن محيطها الفلسطيني.

ويُشير الحموري إلى أن ما يحدث في العيسوية ينذر لما هو قادم لبقية الأحياء الفلسطينية شرق القدس المحتلة سواء في شعفاط أو صور باهر وجبل المكبر.

وينبه إلى أن التصدي البطولي لأهالي القرية يأتي كنوع من المقاومة لكل ما يخططه الاحتلال من مشاريع المصادرة والتهويد ابتداءً برفض المناهج التعليمية الإسرائيلية، ورفض الضرائب التي يحاول من خلالها إرهاق المقدسيين.

ويتابع: "الاحتلال من خلال الاقتحامات والتنكيل المستمر يحاول كسر الحالة المعنوية المرتفعة وروح المقاومة التي اشتد عودها نتيجة هذه الهجمة، وفي الوقت نفسه إرسال رسالة لبقية الأحياء المقدسية".

إهمال ممنهج

بدوره، يقول رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن سلطات الاحتلال تتعمد عدم تقديم الخدمات البلدية وتراخيص البناء للعيسوية المكتظة بالسكان، والتي أقيمت على أراضيها مستوطنة "التلة الفرنسية" فضلا عن مصادرة 700 دونم من أراضيها.

ويشير الهدمي لـ"فلسطين"، إلى أن ما تقوم به سلطات الاحتلال من قمع واقتحام للأحياء والمدارس والتنكيل بالطلاب من أجل إرهاب القرية ولكل من يحتذى بها، لكونها تشعر بالتهديد نتيجة النموذج المقاوم لمشاريعها.

ويطالب المستويات الرسمية وعلى رأسها السلطة الفلسطينية بأن تضع القدس المحتلة على سلم أولياتها وزيادة مخصصاتها المالية من أجل كبح محاولات التهويد وسرقة وتسريب العقارات، فضلا عن تدويل قضية القدس وفضح سياسة التنكيل والقمع التي يقوم بها الاحتلال.

ويوضح أن اللجان الأخيرة التي شكلتها السلطة مؤخرًا من أجل دراسة أوضاع القدس ودعم أهلها لم تقدم شيئًا، ولا تعدو كونها سوى "مضيعة للوقت"، داعيًا الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج إلى نبذ الفرقة والانقسام والتوحد على الثوابت وعلى قضية القدس.