في العراق وفي لبنان اللتين أضرتهما الطائفية والفتن العقائدية والسياسية على مدار سنوات طويلة توحدوا الآن من أجل مصالحهم، شيء لا يكاد يصدق، فكيف يعتقد الاحتلال الإسرائيلي بأنه سينجح في لعبة "فرِّق تسُد" أو "حيِّد تسُد"؟ في فلسطين نعاني انقسامًا سياسيًّا تافهًا لا جذور له، وليس لدينا بفضل الله طوائف ولا معتقدات مختلفة من شأنها تقسيم المجتمع الفلسطيني.
حماس والجهاد أكبر من أن أتحدث عن ترابطهما الوثيق في ميدان الجهاد، وكذلك في ميدان السياسة، حتى وإن حصل سوء تفاهم عابر، وغرفة العمليات المشتركة هي التي ستدير المعركة ضد المحتل الإسرائيلي، وهذا كافٍ للدلالة على الأكاذيب التي يروجها الاحتلال، ولذلك فإن أي شخص فلسطيني أو غير فلسطيني يروج للأكاذيب الإسرائيلية فهو يخدمهم مجانًا بجهالته أو مدفوع الأجر بعمالته، ونتمنى على "نشطاء" مواقع التواصل الاجتماعي وكذلك الإعلاميين أن يرتقوا إلى مستوى المسؤولية وأن يستحضروا خطورة الوضع حتى لا يكونوا أعوانًا لليهود على غزة وعلى المقاومة التي اضطرت في بياناتها لتكذيب الرواية الإسرائيلية بعدما درجت على ألسن فلسطينية. ولكن المهم أن نعرف أن دولة الاحتلال (إسرائيل) حاولت استخدام لعبة فرِّق تسُد أو لعبة الاستفراد بعدما عجزت في الحروب السابقة عن تحقيق أهدافها بالقوة العسكرية الجبارة، فلُجُوؤُها إلى هذه الألاعيب يبين ضعف المحتل الإسرائيلي وخشيته من التورط في حرب واسعة مع قطاع غزة.
تحاول دولة الاحتلال أن تستغل عدم مشاركة حركة حماس في الرد أول يومين على جرائمه ضد قطاع غزة، ونحن نعتقد أن الجهات التي تتحمل مسؤولية قطاع غزة هي التي ترعى المقاومة بكل أشكالها، ورعايتها لها هي مشاركة غير مباشرة ، أما أن تعتقد دولة الاحتلال أنه يمكنها أن تحول حركة مقاومة إلى حركة تسهم في حفظ أمنه فهذا غباء مطلق ستثبته الأيام، ونحن نعتقد أن إسرائيل لن تحظى بالأمن والأمان ما دامت غزة محرومة ومحاصرة، فالهدوء لن يكون إلا بعودة الحياة إلى طبيعتها في قطاع غزة وباقي الأراضي الفلسطينية.