فلسطين أون لاين

​منذ الهزيمة المدوية في خانيونس.. فراغ سياسي في (إسرائيل)

...
صورة أرشيفية
الناصرة-غزة/ جمال غيث:

لا تزال ارتدادات فشل عملية الاحتلال في المناطق الشرقية لخان يونس جنوب قطاع غزة، العام الماضي، تلقي بظلالها على المستوى السياسي لدى الاحتلال، عدا عن الأمني والاستخباري.

ويقول مراقبون: إن تمكن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس من إحباط عملية كانت قوة خاصة من جيش الاحتلال تعمل على تنفيذها في القطاع، في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، انعكس على شكل فراغ سياسي في (إسرائيل).

وتنتمي القوة الخاصة إلى وحدة "سيرت متكال"، التي تتبع مهنيًّا لركن الاستخبارات في جيش الاحتلال، وتتبع إداريًّا لهيئة الأركان العامة، ولرئيس أركان الجيش. وبعد أشهر قليلة من العملية الفاشلة قرر قائد الوحدة الاستقالة.

وعلى وقع الهزيمة التي مني بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ووزيره آنذاك أفيغدور ليبرمان أمام المقاومة في قطاع غزة، قدم ليبرمان استقالته، مبررًا إياها بأن وقف إطلاق النار في غزة يمثل "استسلامًا".

وفتحت استقالة ليبرمان الباب أمام انتخابات مبكرة في (إسرائيل).

وشهد نتنياهو الذي يحكم (إسرائيل) منذ عقد والذي أمضى في الحكم مدة إجمالية 13 عامًا، تراجع قوته السياسية في الوقت الذي يواجه فيه اتهامات وشيكة ينفيها في قضايا فساد.

ودعا نتنياهو (70 عامًا) لانتخابات مرتين هذا العام، وأعطاه رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين الفرصة مرتين لتشكيل ائتلاف حاكم لكنه فشل في المرتين.

ولجأ ريفلين إلى زعيم حزب "كحول لفان" بيني غانتس منافس نتنياهو تاركًا الأخير أكثر عرضة للخطر في حربه من أجل البقاء على الساحة السياسية.

ويقول المحلل السياسي حمزة أبو شنب: "إن الفراغ السياسي الذي تعيشه سلطات الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة هو من تداعيات عملية حد السيف".

ويضيف أبو شنب لصحيفة "فلسطين": "إن قوة المقاومة وردها على العملية وفشلها جعلها تطيح بوزير جيش الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان، الأمر الذي أدى لإضعاف حكومة الاحتلال، وذهابها إلى إجراء انتخابات للمرة الأولى والثانية وربما تتوجه للثالثة".

كما أفشلت العملية، بحسب أبو شنب، قدرة ما توصف بـ"الأحزاب اليمينية الإسرائيلية المتطرفة" من تشكيل حكومة جديدة، وألزمتها الحذر خلال التعامل مع غزة، ما دفع إلى إجراء انتخابات للمرة الثانية لتشكيل حكومة لكن دون جدوى.

ويبين المحلل السياسي، أن الفراغ السياسي الذي تعيشه سلطات الاحتلال عطل إعلان وتنفيذ ما تسمى "صفقة القرن"، مدللًا على ذلك من خلال تأجيل الولايات المتحدة الأمريكية الإعلان المتكرر عن الصفقة وبنودها.

ولا يقتصر الحال عند هذا الحد بل تعرضت سلطات الاحتلال لضربة استخبارية قوية كاكتشاف كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خلية الاحتلال التي كانت تعمل على تنفيذ العملية شرق خان يونس، ونشر صور أعضائها ومداخلها ومخارجها، وأماكن وجودها والمعدات التي استخدمتها وقتل قائدها، واستقالة عدد من قيادات الوحدة التي تنتمي إليها.

ويؤكد أبو شنب أن المعركة أظهرت فطنة المقاومة ويقظتها وقدرتها على إفشال مخططات الاحتلال ومنعه من محاولة تنفيذ أي عملية مشابهة له داخل القطاع نظرًا لخطورتها واستعداد المقاومة للمواجهة.

وكانت قوة خاصة من جيش الاحتلال تسللت إلى المناطق الشرقية لخان يونس، مستخدمة مركبةً مدنية، اكتشفتها قوةٌ أمنية تابعة للقسام.

وحضر إلى المكان القائد الميداني في الكتائب نور بركة للوقوف على الحدث، وعلى إثر اكتشاف القوة بدأ مقاتلو الكتائب بالتعامل معها ودار اشتباك مسلح أدى إلى استشهاده ومقاومًا آخر؛ بحسب بيان "القسام".

وفي أثناء مطاردة المقاومة للقوة الاحتلالية، تدخل طيران جيش الاحتلال الحربي ونفذ عمليات قصف للتغطية على انسحاب هذه القوة.

واستشهد خلال عمليات المطاردة والاشتباك: علاء الدين فسيفس، ومحمود مصبح، ومصطفى أبو عودة، وعمر أبو خاطر، وهم مقاوِمون قساميون، إضافة إلى خالد قويدر من ألوية الناصر صلاح الدين ، في حين اعترف الاحتلال بمقتل ضابط كبير وإصابة آخر من عديد قوته الفاشلة.

"مهزلة"

من جهته يؤكد الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة، أن عملية "حد السيف" أربكت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وجعلت قادته "مهزلة" أمام جمهوره.

ويقول عواودة لصحيفة "فلسطين": "إن نتائج العملية لا تزال تزلزل بأركان المنظومة السياسية والأمنية والعسكرية للاحتلال الإسرائيلي، مرورًا باستقالة ليبرمان، وعدم قدرة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو على تشكيل الحكومة للمرة الثانية على التوالي".

ويضيف: "إن ارتدادات فشل عملية خان يونس، لا تزال تلقي بظلالها على المستوى السياسي وأجهزة الأمن والاستخبارات الإسرائيلية، إضافة إلى الاحباط الشديد الذي خلفته بين مستوياتها السياسية".

ويذكر أن فشل العملية متواصل وسيطيح بالمزيد من رؤوس قادة الاحتلال والأمن الإسرائيلي، على الرغم من محاولاتهم التغطية على فشل العملية، مؤكدًا أن المقاومة نجحت في ضرب ما كان يقال عنه "الجيش الذي لا يقهر".