كشفت الوكالة اليهودية عن خطة سرية ستقوم بتنفيذها العقد القادم لتشجيع الهجرات اليهودية لإسرائيل، والعمل بثلاثة مسارات: سياسية وأمنية ودعائية لزيادة معدلاتها، وهي الخطة الأولى من نوعها على صعيد الوكالة منذ تأسيسها.
هذه الخطة الإستراتيجية أطلقتها الوكالة في مؤتمر للمئات من كبار قادتها في القدس أواخر أكتوبر، تتركز بتعزيز الهجرات اليهودية من العالم لإسرائيل، وتنظيم حملات هجرة طارئة سرية، وإقامة جسور ودية بينها وبين يهود الشتات، وجسر الفجوات المتزايدة بينهما في السنوات الأخيرة، وزيادة انتماء يهود العالم إليها.
ليست المرة الأولى التي يتم إصدار دعوات يهودية لتشجيع الهجرات اليهودية، لكن خلفيتها هذه المرة تختلف عن سابقاتها، فهي تتركز باستقدام يهود الولايات المتحدة أكثر من باقي الدول، حيث تبلغ نسبتهم فيها من مجموع يهود العالم 40%، وهناك 500 ألف إسرائيلي يحملون جواز سفرها، مع تنامي مظاهر معاداتهم فيها.
يتزامن دوافع استقدام مزيد من الهجرات مع مواجهة إسرائيل لمشكلات متفاقمة، كزيادة الاكتظاظ السكاني من الحريديم، مقابل تراجع أعداد العلمانيين، وهذا تطور مقلق للصهيونية العالمية، فالمتدينون يستغلون نفوذهم لحكم إسرائيل، والسيطرة عليها خلال 15-20 عاما، في حين معظم يهود أمريكا من العلمانيين، وبذلك يحدث توازن ديموغرافي في إسرائيل.
دافع آخر يتعلق ببدء عودة اليهود من إسرائيل لبلدانهم الأوروبية مثل بولندا وألمانيا والدانمارك، وتحول نسبة كبيرة منهم عن اليهودية، وربعهم يتزوجون غير يهوديات، والمخاوف الصهيونية المتنامية من أن يهود العالم لم يعودوا يشعرون أن إسرائيل تمثلهم، مع القناعة السائدة أن وزارة الهجرة المكلفة بتشجيع الهجرات اليهودية مقصرة في عملها، بل فاسدة، لأنها محتكرة للمتدينين منذ سنوات، وهم يركزون على تهجير نظرائهم الحريديم، خاصة من أستراليا وأوروبا.
تركز الخطة الإسرائيلية على إعادة اليهود الذين هاجروا من إسرائيل، ويزيدون على 700 ألف، وصعوبة إقناعهم بالعودة، حيث يعود 5 آلاف سنويًّا مقابل هجرة 20 ألفًا، ويزيد صافي الهجرة اليهودية المعاكسة على 13 ألفًا سنويًا.
تؤكد الإحصائيات أن 3 ملايين يهودي هاجروا لإسرائيل منذ 1948، وتراوحت أعداد من وصلوها في الأعوام الأخيرة بين 27-31 ألفًا، أكثرهم من الولايات المتحدة وفرنسا، والمئات من البرازيل وبريطانيا وروسيا وجنوب إفريقيا، بعد أن بلغ معدل الهجرة السنوي 100 ألف في التسعينات، ويرتبط تراجع أعدادهم باستقرار الأوضاع الأمنية في الدول التي يقيمون فيها، وأن إسرائيل لم تعد مكانًا جذابًا لهم.
في حين تتركز إقامة المهاجرين اليهود بمدن تل أبيب والقدس ونتانيا وحيفا وأسدود وبات يام ورعنانا وبئر السبع وعسقلان، فإن الخطة الجديدة تدعو لإسكانهم بمناطق العمق الاستراتيجي لإسرائيل، خاصة الجنوب والنقب وبئر السبع، بالتزامن مع تهجير العرب منها، لإعادة التوازن السكاني داخل إسرائيل باتجاه الجنوب.