فلسطين أون لاين

​خشية التأثير على الروح المعنوية

خبيران: تقرير "مراقب الدولة" أغفل معنويات الجنود والمستوطنين

...
صورة أرشيفية لحرب غزة 2014
رام الله / غزة - حازم الحلو

رأى خبيران عسكريان، أن تقرير مراقب الدولة لدى الاحتلال الإسرائيلي، أغفل بشكل متعمد بعض المحطات المهمة من العدوان الإسرائيلي صيف عام 2014؛ بهدف عدم التأثير على الروح المعنوية لجنود الاحتلال ومستوطنيه.

وأكد الخبيران في حديثهما لصحيفة "فلسطين" أن أداء المقاومة خلال العدوان أظهر عنصر المفاجآة الصادمة للاحتلال كتسيير طائرات بدون طيار، وعمليات الانزال، وقصف المطار الرئيس للكيان.

ورُفعت الثلاثاء الماضي، السرية عن تقرير مراقب الدولة، الذي أبان أوجه القصور في تعامل الاحتلال مع المقاومة الفلسطينية لا سيما سلاح الأنفاق، حيث أدى نشر التقرير إلى حالة من التراشق والاتهامات بين قادة دولة الاحتلال على المستويين السياسي والعسكري، حول الإخفاق في توقع قدرات المقاومة وغياب المعلومات العسكرية المساندة لجيش الاحتلال في الميدان.

موضع العجز

ورأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد واصف عريقات، أن تقرير مراقب الدولة تجاهل عامدا الاشارة الى ما قامت به المقاومة أيام العدوان من مفاجآت وضعت دولة الاحتلال في موضع العجز الذي دفعها لاستهداف المدنيين والأبراج السكنية.

وأوضح عريقات لصحيفة "فلسطين"، أن التقرير لم يظهر بعض البنود التي بقيت طي السرية والكتمان، وأن تلك النقاط سوف تسبب حرجا كبيرا لقادة الاحتلال في حال الحديث عنها إعلاميا.

وقال: إن "ما تم نشره من تقرير مراقب الدولة سيكون له تبعات مؤثرة على مكانة القادة السياسيين والعسكريين في دولة الاحتلال من ناحية، والجمهور الاسرائيلي من ناحية أخرى، وبين صفوف الجيش على وجه الخصوص".

وأشار إلى أن تقرير مراقب الدولة، لم يتحدث عن أبرز قضية تهم المجتمع الاسرائيلي وهي قضية الجنود المفقودين في قطاع غزة، خصوصا وأن دولة الاحتلال لم تستطع أن تحرز تقدما ولو ضئيلا في جهود العثور عليهم أو الحصول على معلومات بشأنهم.

وأضاف: إن "وزير جيش الاحتلال السابق موشي يعلون، ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، كانا يفضلان التروي قبل أي خطوة ميدانية، وأن يعلون كانت لديه مخاوف كبيرة بشان توسيع العملية في ظل محدودية المعلومات المتعلقة بقدرات المقاومة، الامر الذي أدى في نهاية المطاف الى فقد جنود الاحتلال".

وشدد المحلل عريقات على دور عملية التقييم لدى فصائل المقاومة في قطاع غزة، لاستخلاص الدروس والعبر.

فشل إسرائيلي

من جهته، رأى الخبير العسكري اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي، أن التقرير الإسرائيلي عبر عن فشل أمني وعسكري وسياسي لدى دولة الاحتلال، فيما أظهر أن المقاومة الفلسطينية أدارت نفسها وأدواتها بشكل أفضل واستطاعت أن تظهر نقاط قوتها وأن تخفي نقاط ضعفها.

وذكر الشرقاوي لصحيفة "فلسطين"، أن إغفال التقرير لكثير من المحطات التي تستدعي المناقشة يأتي في إطار الحفاظ على جبهة دولة الاحتلال الداخلية، مشيرا الى أن نتنياهو يعيش حاليا في وضع صعب سياسيا وبالكاد يستطيع تفسير ما حدث من قصور في العدوان للجمهور الاسرائيلي.

وأكد أن أبرز ما قامت به المقاومة في صدها لذلك العدوان؛ هو قيامها بقصف مطار "بن غوريون" الرئيسي للكيان الإسرائيلي، بما يمثله من رمزية كبيرة لدولة الاحتلال، إضافة الى نجاح المقاومة في اطلاق الصواريخ بعدما تحدت الاحتلال خلال وقت محدد بأنه لن يستطيع اعتراضها عبر منظومة القبة الحديدية.

وأوضح أن المستويين السياسي والعسكري في دولة الاحتلال لم يجدا أمامها سوى تبادل الاتهامات بشأن أسباب الفشل ومن المسئول عنه، منوها الى أنه ربما تظهر معلومات اخرى تعزز الاتهامات للاحتلال بالفشل أمام المقاومة الفلسطينية.

ودعا الشرقاوي إلى عدم التقليل من قدرات المقاومة في قطاع غزة، مؤكدا أن نجاح المقاومة في التصدي لجيش الاحتلال أظهر حقيقة ضعفه، وأن تقرير مراقب الدولة تأكيد لذلك الضعف أمام المقاومة بغزة.

وشدد على ضرورة أن تواصل المقاومة تطوير اداوتها وفقا للإمكانيات المتاحة، منوها الى أنه بالرغم من ان التقرير الاسرائيلي يشير لموطن الخلل والفشل، الا أن قيادات جيش الاحتلال تستخلص العبر من أجل أي مواجهة قادمة مع المقاومة الفلسطينية.