"أنا أنمو"، هذا هو اسم مبادرة انطلقت في قطاع غزة لاستعادة اللون الأخضر الذي يضفي الحيوية والنشاط واستعادة المشهد الطبيعي، بمواجهة آثار الحروب العدوانية الاحتلالية على القطاع، وتغير المناخ، فضلا عن أن المبادرة تأتي في ظل الاكتظاظ السكاني.
وبدأت المبادرة في منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بالشراكة بين بلدية غزة، ومؤسسة "أيام المسرح"، واتحاد لجان العمل الزراعي.
وتوزع الطلاب المستهدفون في المبادرة على مجموعات، وعلى أنغام الموسيقى، حمل كل طفل شجرة متبنيًا إياها ليتولى مهمة رعايتها والاهتمام بها.
ويقول نائب المدير الفني في "أيام المسرح" محمد الهسي: "الهدف هو تأكيد الدور العظيم للأشجار في منح الشعور بالحياة للناس وزرع أمل في نفوسهم، ورونقها في تجميل الطبيعة".
ويضيف: "على مدار العقود تعيش بلادنا في صراع مع محتلٍ مغتصب لكل ما هو جميل، حتى كدنا نفتقر لروح الحياة وهي الأشجار، وعندما نتلفت حولنا في كثير من الأحيان، لا نرى إلا مباني رمادية، فلا بد أن نكافح من أجل الحفاظ على الحياة والكرامة".
ويوضح الهسي أن المبادرة تقوم على زراعة مجموعة من الأشجار المنتجة في ثلاث مناطق حضرية تختارها بلدية مدينة غزة.
ويشير إلى أن المبادرة ستنشط مساحات بحاجة إلى الزراعة، وستعمل على توفير زخم ووعي حول التغيير الإيجابي في فلسطين، مبينًا أن المبادرة ستمدد لعام 2020 لتشمل العديد من المساحات الأخرى من شمال القطاع إلى جنوبه.
ويتابع الهسي: "زراعة الأشجار ستعزز من التراث الفلسطيني، كشجر الزيتون مثلًا، لتبين مدى اعتزاز الفلسطينيين بثقافتهم وأصلهم وتؤكد وجودهم في هذه الأرض، وليرى الطفل نفسه منتجًا في المجتمع وليس مستهلكًا".
وتهدف هذه المبادرة إلى زيادة حجم الوعي عند الأطفال بأهمية الشجر وتوعيتهم بها من ناحية صحية وبيئية، حتى أصبح بعض الأطفال يطلقون عليها أسماءهم، لافتًا إلى أنها لم تقتصر فقط على الأطفال، فهناك ورش توعوية خاصة بالأهل والمعلمين والمجتمع المحلي، ومهرجان دراما يتحدث عن الشجر و"أنا أنمو".
ويأمل الهسي أن تكون مبادرة "أنا أنمو" عاملاً للتغيير الإيجابي في فلسطين، وأن تحتضن الأشجار المتنامية كعامل مساعد للنمو الاقتصادي والاجتماعي والشخصي، وأن تحقق البيئة المستدامة وتحدث وعيًا لدى المجتمع بأهمية الأشجار، لكون بعضها جزءًا من التراث الثقافي الفلسطيني.
