قبل أيام قال النائب في المجلس التشريعي السيد حسن خريشه إن حديث الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة عن نيته إجراء انتخابات كان نتيجة ضغوط خارجية مورست عليه على اعتبار أنه لا يوجد مؤسسة فلسطينية منتخبة.
الاهتمام الملحوظ من جانب قيادات في منظمة التحرير بضرورة اجراء انتخابات بشكل عاجل، واصرار عريقات على ازالة العقبات امام الانتخابات في القدس وتحذيره بأنه قد يلجأ الى اطراف خارجية للضغط على حماس لاجراء الانتخابات في قطاع غزة_ رغم عدم وجود حاجة لذلك_، كلها اشارات تدل على تغير مفاجئ على الطريقة التي تفكر بها تلك القيادات، وهذا يدعم فرضية وجود ضغوط خارجية على الرئيس لاجراء الانتخابات، ولكن ان يكون ذلك لعدم وجود مؤسسة فلسطينية منتخبه فهو افتراض خاطئ لان المجتمع الدولي غير معني الا بأمرين؛ الاول هو أمن المحتل الاسرائيلي ولا يكون ذلك الا بضرب او اسكات المقاومة، وثانيا ضمان توسع الكيان الاسرائيلي على حساب المناطق المحتلة عام 67.
لو كان اجراء الانتخابات الفلسطينية مرتبطا فقط بالقرار الداخلي الفلسطيني فلا اتوقع ان تتم لا بعد ثلاثة اشهر ولا ثلاث سنوات، ولكنني اعتقد ان الانتخابات مرتبطة باعادة ترتيب الاوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسبق ان قلت ان المصالحة لن تتم الا اذا اصبح الحصار على غزة على وشك الانتهاء. دولة الاحتلال اسرائيل لا تستوعب سيطرة حماس وباقي فصائل المقاومة على غزة وهي حرة وغير محاصرة دون وجود للسلطة الفلسطينية، وهي كذلك لم تعد قادرة على الابقاء على الحصار لأن تكاليفه اصبحت باهظة، ولأن فصائل المقاومة خلال سنوات الحصار ضاعفت من قدراتها بشكل لا يمكن تصوره، ولهذا لا يمكن لإسرائيل ان تقبل ان يظل الوضع على ما هو عليه لانها ستكون امام خيارين، إما خوض المزيد من الحروب الفاشلة ضد المقاومة او تخفيف الحصار دون رفعه وإعطاء المجال للمقاومة ان تضاعف قدراتها وامكانياتها في غزة، والخياران سيئان بالنسبة للمحتل الاسرائيلي.
اذن يكون الاحتمال الأقوى ان تكون الانتخابات جزءا من رزمة إجراءات مستقبليه تم الاتفاق عليها مع اطراف خارجية مثل رفع الحصار عن قطاع غزة وانجاز صفقة اسرى وعودة السلطة الوطنية الفلسطينية الى غزة والسماح لحركة حماس بالمشاركة بالحكم بشكل مباشر او غير مباشر، ولا استبعد ان يكون هناك ضمانات دولية لانجاح هذا المخطط لان فيه تخفيفا عن المحتل الاسرائيلي وان لم يكن بشكل ابدي، ولكن كل الاطراف مضطرة الى ذلك لان الحل العسكري لم يأت بنتيجة، والحصار تحول الى كابوس للمستوطنين حول قطاع غزة وما بعد غلاف غزة.
الكلام الذي اقوله اليوم قلته قبل سنوات، وتوقعت الا يستمر الحصار حتى لا تستفرد حماس وباقي فصائل المقاومة في غزة فيتعاظم شأنها، ولكن الحصار استمر فتعاظمت المقاومة وخسرت دولة الاحتلال لانها لم تفكر بطريقة سليمة ،والان اقول اذا ما استمر الحصار اكثر ستدفع دولة الاحتلال الثمن غاليا وستضطر الى تقديم تنازلات للمقاومة اكبر مما هو ممكن الان.